خاض جيش جنوب السودان اشتباكات اليوم الأحد مع ميليشيا عرقية تعرف باسم “الجيش الابيض” واتهم المتمردين بحشد هذه الميليشيا رغم عرضه هدنه لانهاء الصراع المستمر منذ أسبوعين.
وأودى القتال بحياة ألف شخص على الأقل وأدى إلى تقسيم البلاد بعد نحو عامين من حصولها على الاستقلال عن السودان. وأثار ايضا المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة بين أكبر قبيلتين وهما الدنكا والنوير الأمر الذي قد يزعزع الاستقرار الهش في المنطقة.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن الجيش الأبيض -وهو ميليشيا مرهوبة الجانب تتألف بشكل كبير من شبان من قبيلة النوير يغطون أجسادهم بالرماد- اشتبك مع القوات الحكومية قرب بلدة بور بعد خمسة أيام من طرد المتمردين منها.
ونفى متحدث باسم المتمردين ان يكون الجيش الأبيض خاضع لسيطرة ريك مشار النائب السابق للرئيس وهو من قبيلة النوير ويعارض اتباعه الرئيس سلفا كير المنتمي لقبيلة الدنكا.
وقال أقوير إن الجيش استخدم طائرات هليكوبتر لمنع تقدم الجيش الابيض قرب بلدة بور.
وأضاف أقوير عبر الهاتف من جوبا عاصمة جنوب السودان التي تبعد 190 كيلومترا جنوبي بور “تفرقوا ثم عادوا.”
ويعرف الجيش الأبيض بهذا الإسم نسبة الى الرماد الناتج عن حرق روث الابقار والذي يغطون به أجسادهم لحمايتها من الحشرات. ويتسلحون بالبنادق والمناجل والعصي ويقدر الجيش عددهم بنحو 25 الف شخص.
وقال المتحدث باسم المتمردين موسى رواي إن شباب النوير المسلحين “قوة نظمت بشكل مستقل” ولا تخضع لسيطرة مشار.
وقالت الأمم المتحدة ان تدخل الجيش الأبيض يزيد من حالة الاضطرابات في البلاد.
وقالت هيلدا جونسون الممثلة الخاصة للامين العام للمنظمة الدولية في بيان “جنوب السودان لا يتحمل اي تصعيد اخر في الازمة بدخول شبان مسلحين مما يضع مجتمعات في مواجهة أخرى. يمكن ان يفضي هذا في نهاية الامر إلى حلقة مفرغة من العنف.”
ولم يدل مشار بأي تعليق فوري حول قوة المتمردين أو عرض الحكومة الخاص بالهدنة يوم الجمعة.
وتحدث شهود عن مدنيين مذعورين يفرون من بور هربا من جولة جديدة من إراقة الدماء.
واستعادت القوات الحكومية بور بعد عدة أيام من القتال الشرس. وكانت بور مسرحا لأحدث مجزرة تعرض لها أفراد قبيلة الدنكا في عام 1991 على أيدي مقاتلي النوير الموالين لمشار.
وقال أقوير انه اذا تكرر ما حدث في عام 1991 فإن “شيئا لن يحول دون الدمار” وناشد مشار التدخل لوقف هؤلاء الشبان.
ورصدت طائرة هليكوبتر تابعة للأمم المتحدة مجموعة من الشبان المسلحين على بعد 50 كيلومترا من بور لكنها لم تستطع تحديد عددهم.
وقال الجيش إن المتمردين تقدموا ايضا يوم الأحد للاستيلاء على بلدة مايوم الاستراتيجية التي تبعد نحو 90 كيلومترا عن مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة والمعقل الرئيسي للمتمردين.
وأضاف الجيش ان المتمردين يقومون أيضا بتعبئة الشبان والمدنيين المسلحين لهجوم ثان على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط. وطرد المتمردون من البلدة يوم الجمعة.
وبين المدنيين الذين يحاولون الهروب من بور عاصمة ولاية جونقلي جيوك مادينج.
وقال مادينج وهو أب لأربعة أبناء كان ينتظر في الحر القائظ زورقا لعبور النيل الابيض إلى ولاية مجاورة “نحن خائفون جدا.”
ويسعى نحو 60 ألف شخص للجوء إلى قواعد تابعة للأمم المتحدة في انحاء جنوب السودان.
وبالإضافة إلى عرض الهدنة قالت حكومة الرئيس كير إنها ستطلق سراح ثمانية من بين 11 من الساسة الكبار الذين ينظر إليهم على نطاق واسع على أنهم حلفاء لمشار اعتقلوا بتهمة تدبير محاولة انقلاب مزعومة ضد كير.
المصدر: رويترز