المتغيرات التي تعيد رسم خريطة الطاقة في العالم وترتب أوضاعها في ضوء واقع جديد تماما تتوالي وتفرض نفسها فرضا، وهذه المتغيرات لم تكن لتوجد لولا التطورات العلمية والتكنولوجية الثورية، فاستغلال البترول والغار الصخريين، أهم تلك المتغرات، أصبح حقيقة كبري في عالم الطاقة بعد تطوير التكنولوجيا القادرة على التعامل معها، وكذلك الحال في مجالات الطاقة الأخرى، والآن تأتي تكنولوجيا التنقيب البترولي فائق العمق تحت سطح البحر لتضيف قادما جديدا مهما في عالم الطاقة.
اذا اصبح من المكن الوصول بالتنقيب إلى أعماق كان من شبه المستحيل بلوغها في الماضي، وأبرز ملامح هذا، ما يحدث في مياه انجولا من تنقيب فائق العمق، يجعل من هذا البلد الأفريقي منتجا يحسب حسابه للبترول.
تبعا لمجلة “أوبك بوليتين”، فإن نحو 7 في المئة من احتياطات مصادر العالم من الوقود الكربوني في أعماق بحرية فائقة العمق، قرابة 40 في المئة منها غير مكتشف حتى الآن، وتوضح المجلة الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أنه في هذا الإطار، تتزايد أهمية المنطقة البحرية الواقعة قبالة الساحل الإفريقي الغربي في إنتاج البترول، حيث أنها من أهم مناطق العالم احتواء على البترول في أعماق بحرية فائقة.
إن ما يحدث في حقل “كاومبو” البحري الإنجولي الآن يترقبه خبراء التنقيب البترولي البحري في العالم، حيث يقوم الفرنسيون بتجريب تكنولوجيا حالية التطور للوصول إلى أعماق بحرية فائقة غير مسبوقة.
يقع الحقل على بعد 260 كم قبالة العاصمة الاجولية لواندا، ومن المأمول أن يحقق رقما قياسيا في استخراج البترول من تلك الأعماق، إذ يمكن أن يصل ما ينتجه مليون برميل يوميا، ومن المؤكد أن الرصيف القاري الانجولي ينطوي على كميات كبيرة جدا من البترول على أعماق فائقة تجعل إنتاجها يرتفع من 1.73 مليون برميل يوميا سنة 2013 إلى 2 مليون سنة 2015.
والمعروف أن هذا التطور المتسارع في إنتاج أنجولا من البترول قد جعلها أحدث دولة تنضم إلى عضوية “أوبك”.