في غضون السنة الحالية، يشهد العالم نقطة تحول مهمة في السرعات التي يتم بها التواصل بين مراكز العالم المالية، مع بدء تشغيل الخط “هيبرنيا إكسبرس” لتداول البيانات المالية عبر “المحيط الأطلسي” بسرعة معدلها 2.6 ملي ثانية، لربط الأسواق المالية في لندن ونيويورك، والذي بلغت تكلفته 300 مليون دولار، وهو يعتمد على الألياف البصرية (الضوئية) ويطالب المعنيون بالأسواق المالية العلماء والمهندسين بمزيد من السرعة !
تفيد مجلة “نيتسر” بأن هذا المجال سيشهد خلال الأعوام العشرة القادمة أمورًا هي الآن خيالية، لتلبية تطلعات أسواق المال إلى مزيد من السرعة في تداول البيانات عالميًا، إذ يمثل هذا أهمية كبرى في عملهم .
إلا أن هذه التطلعات تظل دائمًا محدودة بحقائق فيزيائية حاكمة من المستحيل تجاوزها .
لكن العمل في نطاق هذه الحقائق له مجال فسيح، فمن أهم التطورات الواردة خلال الفترة حتى نحو سنة 2025، فإن تبعًا لتلك المجلة العلمية العالمية ستوجد شبكات لتداول البيانات المالية تتكون من أساطيل من البالونات أو من الطائرات التي تطير من دون طيار وتعمل بالطاقة الشمسية للربط بين الأسواق المالية عبر المحيطات .
ويرجع علماء وخبراء ماليون مايعرف بظاهرة “الانهيار الخاطف” في الأسواق المالية إلى قصور معقد في نظم تداول البيانات، مثلما حدث في البورصة الأمريكية في 6 مايو 2010 حين هبط مؤشر “داو جونز” الصناعي إلى أدنى معدلاته اليومية عبر تاريخه كله في غضون دقائق معدودة .
وفي واقعة شبيهة خسرت شركة التداول الأمريكية “نايت كابيتال” سنة 2012 في 45 دقيقة فقط 440 مليون دولار !
وحدات ربط المراكز المالية بالليزر تعد الآن أحدث الوسائل في هذا المجال، غير أن الموجود منها حاليًا قصير المدى نسبيًا، ويسعى العلماء والمهندسون إلى إيجاد شبكات ليزرية لتداول البيانات المالية تعبر المحيطات .
إذا كان الأمر بهذه الخطورة، وإذا كان كسر الثانية له قيمته الكبيرة في وسائل تداول البيانات المالية، فترى كيف تكون الحال لو تعرضت واحدة من هذه الوسائل لقطع مفاجئ للكهرباء ؟
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل