فيما تتحول القرى الريفية في بلادنا بسرعة عجيبة من إنتاج الغذاء إلى إستلاكه، وفيما تتسارع معدلات فقدان الأراضي الأكثر خصوبة عندنا بالبناء عليها،يتزايد بإستمرار في العالم المتقدم تطوير مفهوم “تزريع المدن”، الذي يهدف إلى جعل المدن منتجة للمواد الزراعية الغذائية بدلًا من الإكتفاء بإستهلاكها، وتنشيط مراكز البحوث الزراعية لتحقيق هذا المفهوم وقعيًا.
والحق أن وزارة الزراعة في مصر ليست بغافلة عن هذا المفهوم، وهي تنشط في إتجاه الآخذ به، وفي الولايات المتحدة، أعلن عن تجربة جديدة مهمة تؤكد نجاح ذلك المفهوم.
تفيد مجلة “ليفينج سيتي الأمريكية” بأن الآسر الأقل دخلا في مدينة “هوستون” نجحت عن طريق تزريع مناطقهم في زيادة دخولهم بدرجات مجدية، كما تؤكد مؤسسة “أربان هوستون” المتخصصة في نشر تزريع المدن- وهي مؤسسة تنموية- في مناسبة مرور 20 عامًا على بدء تعاونها مع تلك الأسر في هذة التجربة.
وتوضح المجلة المتخصصة في شئون تزريع المدن أن أكثر من 100 أسرة قد استفادت من التجربة، التي تقوم على إنشاء ما بات يعرف “بالحدائق الجماعية” داخل المدن، وهي تنتج الخضر والفاكهة، وتوردها إلى مجال “السوبر ماركت “بالمدينة.
وتصف “أريان هوستون” نفسها بأنها “منظمة تعليمية” أساسًا يرتكز دورها على تعليم الأسر الأقل دخلًا، خصوصًا النساء والأطفال الأسس العلمية السليمة لزراعة الخضر والفاكهة في “الحدائق الجماعية” محدودة المساحة.
وتؤكد المؤسسة بأنها تطور بأستمرار برامج تعليمية للصغار في التربية الزراعية، لهذة البرامج قيمة تربوية كبيرة تضاف إلى قيمتها العلمية.
كما تؤكد أن جهود استزراع المدن تحقق كذلك إصلاحًا بيئيًا للمدن التي توجد بها.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”