انطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك بمشاركة أكثر من ١٤٠ من قادة العالم، ويجتمع رؤساء الدول والحكومات فى الأمم المتحدة خلال ساعات لحضور الدورة الـ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والمقرر أن تستمر لمدة أسبوع فى محاولة لإنقاذ الأهداف الطموحة لمساعدة السكان الأكثر فقرا فى العالم، فى وقت تواجه فيه الدول الأكثر ضعفا حزمة من الأزمات والنزاعات.
ويعتزم الرئيس الأمريكى جو بايدن المطالبة بزيادة عدد الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن لمواجهة روسيا فى الوقت الذى خرجت فيه مظاهرات حاشدة فى شوارع نيويورك، مطالبين بتعزيز الإجراءات ضد تغير المناخ.
ويخشى أن تطغى على قمة” أهداف التنمية المستدامة”، سلسلة توترات جيوسياسية متصاعدة مثل الحرب الروسية فى أوكرانيا التى سيحضر رئيسها فولوديمير زيلينسكى إلى نيويورك.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن القمة ستسعى إلى إنجاز “خطة إنقاذ عالمية” بشأن الأهداف، مقرا فى الوقت عينه بأن ١٥٪منها فقط على الطريق الصحيح نحو التحقق، بينما يمضى بعضها فى اتجاه عكسى للغاية المعقودة.
وشدد على أن الأهداف تتعلق “بالآمال والأحلام والحقوق وتوقعات الناس وصحة بيئتنا الطبيعية..بتصحيح الأخطاء التاريخية والتئام الفوارق العالمية ووضع عالمنا على المسار نحو سلام دائم”.
واعتبرت الناشطة ورئيسة جمعية “أوكسفام” لمكافحة الفقر آبى ماكسمان أن قمة الأمم المتحدة “هى مجال حيوى من أجل إحداث تغيير”، مشيرة إلى أن “على القادة أن يخضعوا للمحاسبة، وأن يستجيبوا لنداءات أولئك الموجودين فى الخطوط الأمامية والاستفادة من هذا الوقت للإنصات والقيام بالتزامات ذات جدوى ومتابعة الأمر بعمل فعلي”.
وكانت دول العالم قد وضعت خلال عام ٢٠١٥ هذه الأهداف المركزية من أجل التنمية العالمية بهدف إنهاء الجوع والفقر المدقع بحلول عام ٢٠٣٠، ولكن جاءت جائحة كورونا والحرب الأوكرانية وأزمة الديون فى الدول الفقيرة من بين الأمور التى أدت للتخلف عن تحقيق هدفها.
فى غضون ذلك، كشفت وكالة أنباء “أسوشييتد برس” الأمريكية أمس أنه من المتوقع أن يدعو الرئيس بايدن إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمواجهة النفوذ الروسى والصينى فى المجلس من خلال إضافة المزيد من الأعضاء. وكشف مصدر دبلوماسى أن الرئيس الأمريكى سيسعى إلى إضافة “خمسة أو ستة” أعضاء جدد، بما فى ذلك الهند والبرازيل وألمانيا وجنوب إفريقيا واليابان. ووفقا للمتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربي، فإن بايدن “سوف يلقى نظرة على بنية مجلس الأمن” مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع. وتضم الهيئة 15 دولة عضوا: خمس دول أعضاء دائمة تتمتع بحق النقض و١٠ دول أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة عامين. ومن غير الواضح ما إذا كان الأعضاء الدائمون الجدد بموجب اقتراح بايدن سيتمتعون بنفس صلاحيات النقض التى يتمتع بها الأعضاء الدائمون الحاليون. ويأتى مسعى الرئيس الأمريكى فى ظل غياب لافت لزعماء دول كبرى وهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والصينى شى جين بينج والفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك.
ومن المقرر أن يتضمن الاجتماع السنوى لقاء بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو. ويعد هذا اللقاء هو الأول بين بايدن و نيتانياهو والذى لن يعقد فى البيت الأبيض بعد أن ترددت الإدارة الأمريكية فى دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بل سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يتحدث بايدن اليوم مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الذى من المقرر أن يلقى كلمة أمام الجمعية العامة شخصيًا لأول مرة منذ بدء الغزو الروسى لأوكرانيا.
وفى الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن عزمه على عقد اجتماع فى الأمم المتحدة يخصص للبحث فى سبل استخدام الذكاء الاصطناعى للدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى أمس أنه سيلتقى بقطب التكنولوجيا إيلون ماسك لمناقشة الذكاء الصناعي، فى مستهل رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة.
ونشر نيتانياهو على موقع “إكس”، أنوى مقابلة الزعيم الحالى للتطور الأكثر دراماتيكية فى العصر الجديد وربما بشكل عام، إيلون ماسك”. وأضاف: “سأناقش معه الذكاء الاصطناعى وسأعمل أيضًا على تشجيعه على الاستثمار فى إسرائيل فى السنوات المقبلة. إنه، إلى حد كبير، يمهد الطريق الذى سيغير وجه الإنسانية وأيضًا وجه إسرائيل”.
وعلى الصعيد نفسه، أعرب الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى قبل مغادرته متوجها إلى نيويورك عن أمله فى أن تقوم المنظمة الدولية بدور حاسم فى التنمية والأمن والسلام والعدالة فى العالم.
وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية أن نائب الرئيس الصينى هان تشينج سيلتقى وزير الخارجية الأمريكى على هامش اجتماعات الجمعية العامة وذلك بعد لقاء مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان بوزير الخارجية الصينى وانج يى وبحثهما عددا من القضايا الخلافية، بما فى ذلك الحرب الأوكرانية وبحر الصين الجنوبي، فى جولات من المباحثات الثنائية فى مالطا.
المصدر: وكالات