لايتوقف عنها الكلام طوال شهر الصيام ، ويزيد عمرها على ألف عام ، قالوا إنها ظهرت في مصر ، وقالوا أيضًا إنها ظهرت قبل ذلك في بلاد الشام .
تقول الرواية الأولى إنها ظهرت أثناء العصر الفاطمي ، ضمن عاداته وتقاليده ، مع غيرها من أصناف الحلوى ، والكعك والبسكويت وكعب الغزال ، وحلوى المولد والعروس والحصان وغيرها .
وتقول الرواية الأخرى إن الكنافة ظهرت أثناء ولاية معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – من بلاد الشام ، في عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
طلب معاوية من طبيبه أن يعد له طعامًا يساعده على صوم الشهر الكريم حتى لايشعر بالجوع خلال ساعات الصيام الطويلة .
أعد له الكنافة يتناولها مع طعام السحور ، حتى أنهم أطلقوا عليها اسم “كنافة معاوية” فيما بعد .
والكنافة في معناها اللغوي تعني الستر أو الحماية أو الظل أو الرحمة أي أنها تحمي الصائم من ويلات الجوع ، وهي أيضاً فضل ورحمة ونعمة من العاطي الوهاب عز وجل .
والقطائف تعني الجيد والطازج والمنتقي من الطعام أو التمر أو العنب .
وهي فطائر صغيرة تصبع من عجين القمح يتم حشوها بجوز الهند والزبيب والمكسرات مثل الجوز والبندق واللوز والفول السوداني وغيرها وأحيانًا باللحم المفروم مثلها مثل الجلاش .
تصنع الكنافة من دقيق القمح الفاخر على هيئة خيوط طويلة ، ويتم إعدادها بالسمن البلدي وحشوها مثل القطائف بالمكسرات وجوز الهند والزبيب .
استمرت الكنافة سلطانة متوجة على عرش أطعمة شهر رمضان يحبها الصغار والكبار والرجال والنساء والفقراء والأغنياء .
واستمرت الكنافة في مسيرة مجدها على مدار أكثر من ألف عام ، عبر العصور المختلفة الفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني والعصر الحديث حتى يومنا هذا .
ومعاوية بن أبي سفيان هو أول خلفاء بني أمية ، ووالي الشام زمن عمر بن الخطاب 21 هجرية استمر في الخلافة 19 عاماً من 661 – 680م .
وتتبارى المدن العربية والإسلامية في صناعة الكنافة يضيفون إليها القشدة في الشام “الكنافة الحلبية” والمكسرات في فلسطين “الكنافة النابلسية” .
وفي السعودية يضيفون إليها الجبن الخالي من الملح ، وفي مصر تصنع بكل الطرق والأشكال .
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي