في وقت من العقد الاخير من القرن التاسع عشر :كان المستكشف الالماني “جوساق روس”يجوب جبال “أرول”الروسية حين اكتشف معدناً لم يعرفه الجيويوجيون وقتها،هو نوع من مركبات الكالسيوم،وقد أطلق علية اسم “البيرو فسكايت”تكريماً لاسم الجيولوجي الروسي “الكونت ليو ألكسندر فيتش بيروفسكي”،ولم يدر بخلد أحد وقتها أن هذا المعدن سيرشح بعدها بنحو 120 عاماً للقيام بدور خطير في توليد الكهرباء من أشعة الشمس بكفأة ممتازة.
إنه حلم بسيط جداً وجميل جداً :أن تسقط أشعة الشمس على خلية مصنوعة من مواد معينة ،فيتحول أكبر قدر ممكن من طاقتها إلى كهرباء .
حالياً تجرى تجارب على خلية شمسية انقلابية (الصورة المرفقة) تعتمد معدن “البيرو فسكايت” في الوصول بنسب غير مسبوقة من تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء .
في “معهد النظم النانوية” في جامعة “كاليفورنيا” في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة أعلن عن وضع الأسس الفيزيائية لتصنيع خلايات “البيرو فسكايت”الشمسية،بحيث تنجح بأسعار تجارية مقبولة.
وفي الوقت نفسة،أعلن :المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا” في مدينة “لوزان”السويسرية أن باحثية يمضون قدماً على طريق تحقيق تكنولوجيا تجعل من الممكن رش “البيرو فسكايت” على أي سطح فيتحول إلى سطح منتج للكهرباء الشمسية،ومع أن هذا ممكن من ناحية المبدأ الا أنه صعب للغاية عملياً ،وهو -حتى الآن-حلم بعيد جداً.
وفي ذات الوقت :يعمل فريق من باحثي”جامعة طوكيو”في اليابان على إيجاد طريقة اخرى لاستغلال نفس المادة في صورة سائلة لرفع كفاءة الخلايا الشمسية الموجودة حالياً ،عن طريق تفاعل كهروكيميائي ضوئي توصلو إلية.
بالتوازي مع ذلك كله :توصلت “جامعة صونجكيو كونج”في كوريا الجنوبية إلى إضافة مركبات أخرى الى “البيرو فسكايت” لتحسين كفاءة الخلايا في تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء من ناحية،ورفع درجة استقرار التيار الكهربائى الناتج منها من ناحية اخرى.
أما جامعة “أوكسفورد”البريطانية ،فيؤكد فريق من باحثيها أن “البيرو فسكايت” لم يبح بكل أسراره ،أن له مزيدأ من الخواص التي لم تدرس تدعم استخدامه في انتاج الكهرباء.إذن فعلماء من الولايات المتحدة وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها يبذلون جهوداً كبيرة لتطوير خلايا كهروشمسية انقلابية ترتكز على مادة “البيرو فسكايت”،التي تشير كل المؤشرات الى انها كلمة السر في تطوير الكهرباء الشمسية.
مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل