أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم أهمية تعزيز التواصل الثقافي بين مصر والمملكة العربية السعودية باعتبارهما صمام أمان للهوية العربية وتأكيد على قدرة القوة الناعمة في التنمية الشاملة لشعوبنا مما يؤدي إلى الأمن الفكري وينعكس إيجاباً على البلدين.
جاء ذلك خلال أولى حفلات دار الأوبرا المصرية التي تم تنظمها لأول مرة في المملكة العربية السعودية والتي بدأت أمس الأربعاء وستنتهي اليوم الخميس، وأحياها 45 فنانا من فرقة الموسيقي العربية في مركز الملك فهد الثقافي والذي حضرها وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الدكتور عواد بن صالح العواد ووزيرة الثقافة المصرية، بحضور 3 آلاف مشاهد من الجاليات المصرية والعربية والشعب السعودي.
وأشادت عبد الدايم – في تصريح اليوم على هامش الحفل – بالخطوات السريعة التي اتخذتها السعودية في الأونة الأخيرة واستهدفت الاهتمام برسم مسارات جديدة في الجانب الثقافي والفني مما جعلها قادرة على إظهار حضارتها مع أشقائها خاصة مصر؛ لما يربطهما من علاقات عميقة تنمو بصورة مستمرة، فالفعاليات الثقافية والفنية بين البلدين أصبحت حاضرة بقوة في المشهد الثقافي العربي.
وأكدت أن مبادرة الانفتاح الثقافي على المستوى الرسمي المتمثل في أجهزة الدولتين يمنح العلاقات الثنائية على كافة المستويات أفقا أكثر رحابة وتؤدي إلى حراك متنوع يعود بفوائد كبيرة على الشعبين المصري والسعودي، لذلك فإن إقامة حفلي الأوبرا المصرية بمركز الملك فهد الثقافي هي بداية وانطلاقة؛ لدعم وتعزيز والتبادل الثقافي والفني بين الجانبين باعتبارهما صمام الأمان للعروبة والهوية العربية، حيث الاستقرار والتنمية والأمن الفكري.
من جهته..قال وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عواد بن صالح العواد: “إنه لمن دواعي سروري وسعادتي أن أُرحب بزميلتي الدكتورة إيناس عبد الدايم، وصحبها من المثقفين والفنانين والإعلاميين في مصر العروبة.. مصر الفنون.. مصر الأصالة والإبداع.. أهلا ومرحبا بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية الذي يتشرف بكم في أمسية فنية تروي الذائقة السمعية والبصرية لدى الحضور والمتابعين ضمن (ليالي الأوبرا المصرية)”.
وأضاف: “أن استضافة حفلي فرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية هو تأكيد على ما تحظى به العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية وشقيقتها جمهورية مصر العربية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من تميّز في كافة المجالات ومنها الثقافي والفني الذي يلامس دائما بقوته الإبداعية مشاعر الشعوب والمجتمعات، ويعزز رسائل المحبة والسعادة والسلام”.
وتابع العواد: “أنه منذ فترة قليلة زار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، دار الأوبرا المصرية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وشاهدا عرضا خاصا لإحدى المسرحيات الذي تم اختياره كأفضل عرض مسرحي خلال عام 2017؛ إنما هو تأكيد من القادة على أهمية الثقافة والفنون ومكانتهما في توثيق وشائج العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهذا ما يجعلنا نضطلع بمسؤوليتنا المشتركة لمواصلة آفاق التعاون الثقافي والفني، وتوسيع دوائر حراكهما المعرفي، والتعاون المثمر والمفيد لمثقفي وفناني البلدين”.
وتبادل الوزيران دروع التكريم؛ احتفالا بهذه المناسبة ثم عرض فيلم وثائقي بعنوان (الأوبرا المصرية بين الماضي والحاضر) تناول تاريخ الاوبرا القديمة والحديثة بتعلق صوتي لكل من الإعلامي الراحل أحمد سمير وآخر رئيس للأوبرا الخديوية صالح عبدون.
وكانت الفعاليات قد انطلقت من البهو الرئيسي لمركز الملك فهد الثقافي بافتتاح معرضا يضم 60 صورة فوتوغرافية نادرة توثق لتاريخ الأوبرا القديمة والجديدة، ويسرد للجمهور رحلتها الطويلة التي تقترب من قرن ونصف القرن من الزمان.
وقاد الفرقة الموسيقية المايسترو مصطفي حلمي، بمشاركة عازف الجيتار الفنان وحيد ممدوح، المطربة نهاد فتحي، المطرب أحمد عفت، عازف البيانو الفنان حمادة النجار، المطرب أحمد عصام والمطربة مي فاروق.
المصدر:أ ش أ