مجدي غنيم
” الفيرولوجيا ” فرع العلوم البيولوجية المختص بالبحث في الفيروسات من مختلف جوانبها وقد أخذ يتبلور كعلم حديث في ثلاثينات القرن الماضي ولولا ظهور الميكروسكوبات الالكترونية وتطورها الهائل السريع منذ ذلك العقد ما كان لهذا العلم أن يوجد وبظهور الايدز كمرض فيروس قاتل , أخذ يتفشى على نحو خطير في أوائل ثمانينات القرن الماضي إكتسب علم الفيروسات قوة دفع كبيرة ودخل مرحلة جديدة من تطوره وخصصت لأبحاثه والتي تهدف إلى علاجه والوقاية من ميزانيات كبيرة ويبدو بوضوح أنه منذ تفشي الإيبولا كمرض فيروس رهيب رهيب في غربي أفريقيا السنة الماضية 2014 أكتسب ذلك العلم قوة دفع كبيرة جديدة وفي ضوء الفشل الملحوظ في التصدي له بالفاعلية والسرعة الكافيتين أخذ العلماء والأطباء يقتنعون الان بأن تفهمهم لعالم الفيروسات وطبيعته وأسراره يعاني نقصا كبيرا وأن نظرتهم إلى هذا العالم شديد الغموض يجب أن تتغير وعلى نحو قد يكون جذريا .
في ضوء الابحاث التي أجريت على الايبولا : يتبنى العالم الفرنسي البروفسور باتريك فورتر الاستاذ في جامعة باريس مفهوما جديدا يبشر بمرحلة جديدة تماما من تفهم طبيعة الفيروسات وهي بالتالي تبشر بإمكانات مستقبلية كبيرة في التصدي لاخطارها ..
يرتكز المفهوم الجديد على استحداث تصور في الفيرولوجيا : يتبلور في مصطلح اسمه ” الفيريون “
يمكن القول بأن الفيريون ما هو الا الجين الفيروس إنه الجين أو العامل الوراثي الذي يحمله الفيروس ( الصورة المرافقة صورته بالميكروسكوب ) وفيه تكمن أسراره وبالتالي سبل التعامل معه ومكافحته بفاعلية أكبر .
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن علماء البيولوجيا يرون أن ذلك التصور والبحث في دقائقه سيساعدهم كثيرا في الاجابة على تساؤلات حائرة متعددة حول أصل الفيورسات بل حول أصل الحياة نفسها .
إن الاجابة على مثل هذه التساؤلات لا يقتصر على مجرد إرضاء الفضول العلمي لكنها تنطوي على معلومات مهمة للغاية تساعد إلى أبعد حد في إيجاد علاجات للامراض الفيروسية وتطوير تحصينات مضادة لها وطرق للوقاية منها .
أهم ما يتبناه البروفسور فورتر والفريق العامل معه في باريس أمر إن تأكد فإنه قلب علم الفيرولوجيا رأسا على عقب فلطالما إعتبر هذا العلم الفيروسات كائنات غير حية بالمعنى المفهوم او اعتبرها جسرا بين الجمادات والاحياء أما ذلك العالم الفرنسي فإنه أبحاثه تقوم على اعتبارها صورة من صور الاحياء لم تكن معروفة من قبل .
تترتب على هذا نتائج انقلابية من ضمنها ما يسلط أضواء جديدة على طبيعة الخلايا السرطانية وبالتالي تطوير مواجهتها ذلك لان هناك علاقة معقدة بين السرطان والفيروسات يستغل العلماء موجة الكرم الحالية من قبل الحكومات وشركات الادوية الكبرى في الانفاق على بحوث الفيروسات بسبب إيبولا لاحداث تطور قد يكون ثوريا في أبحاثهم حول تلك الكائنات بالغة الصغر والتي تعد الاكثر غموضا في الوجود وأيضا الاقوى تأثيرا على الحياة .