ما موقف التكنولوجيا اليابانية الان ؟ هل تنجح اليابان – بكل ثقلها العلمي والتكنولوجي – هذه التكنولوجيا , ام أنها تكتفي بالمنتجات التكتولوجية الشخصية والمنزلية والطبية والمدنية عموما وحدها ؟
تلخص مؤسسة نكسيال ربسرش الاستشارية في طوكيو الموقف بأن الانتاج الياباني من التكنولوجيا العسكرية موجود لكن في نطاق محدود وبتكلفة مرتفعة جدا .
هناك من الدلائل ما يشير الى ان هذا مرشح للتغير وما من شك في ان القاء اليابان بثقلها في معترك التكنولوجيا العسكرية العالمي سيكون متغيرا مهما فعلا ومن اهم الدوافع الى ان يغير اليابانيون موقفهم في هذا الصدد ما تحققه جارات اليابان الاسياويات من تقدم فيه فتبعا للمجلة الاقتصادية العالمية بلومبرج بيزنسويك فان صادرات كوريا الجنوبية من الاسلحة ارتفعت من 1.2 بليون دولار سنة 2010 الى 3.4 بليون دولار دولار السنة الماضية شهدت تجاوز صادرات السلاح الصيني نظيرتيها الفرنسية والبريطانية لتحتل الصين المرتية الرابعة في قائمة الدول المصدرة للسلاح لا يسبقها سوى الولايات المتحدة وروسيا والمانيا .
ويفيد خبارء مؤسسة هيريتج فاوندابشن بأنه من المتوقع ان تكون الهند في مقدمة زبائن التكنولوجيا العسكرية اليابانية في حال اتجاهها الى السوق العالمية .
اذا فتحت اليابان بابا تصدير التكنولوجيا العسكرية على نطاق واسع عن طريق الالكترونيات اولا وهذا طبيعي تماما .
ستكون هناك طائرات وسفن حربية صنعت في الولايات المتحدة او غيرها لكن قد تكمن داخلها الكترونيات يابانية متطورة والمؤكد ان اليابانيين ان ارادوا يستطيعون مثلا بناء نظم الكترونية متقدمة كاملة للطائرات العسكرية بل لحاملات الطائرات .
التطور الراهن الأهم: دور اليابان في إنتاج المقاتلة الأمريكية من الطراز “إف – 35″، إذ يجري الآن بناء مصنع في “ناجويا” طائرة من هذا الطراز الذي يعتبر قمة تكنولوجيا الطيران الحربي الأمريكية، وكانت اليابان قد اتفقت مع الولايات المتحدة على شراء هذه الطائرات.. على أن يتم تجمعيها فيها، ويفتح ذلك الباب أمام اليابانيين للمشاركة مستقبلا في تزويد “إف 35” بتجهيزات إلكترونية متطورة : بما يشكل خطوة مهمة في طريق دخولهم سوق التكنولوجيا العسكرية العالمية.
ووفقا لمجلة “ميليتاري تكنولوجي” العالمية : فإن أخر المنجزات التكنولوجية العسكرية اليابانية الكبيرة ما أعلنته “قوات الدفاع الذاتي اليابانية” عن الصاروخ المضاد للسفن الجديد الذي طورته ، وهو صاروخ يطلق من البر، ولم تعط معلومات كثيرة عنه: إلا أن المتوفر عنه يؤكد أنه يبلغ مستويات غير مسبوقة من الدقة في إصابة الهدف، ومن المقرر دخوله الخدمة مطلع سنة 2016.
“بلومبرج بيزنسسويك” ترى أن تنازع اليابان والصين على جزر في “بحر الصين الشرقي” عامل مضاف يحصن اليابانيين على تطوير تكنولوجيتهم العسكرية لمنافسة نظيرتها الصينية التي لا يستهان بها، ويظل سعر المنتج التكنولوجي الياباني عقبة أمام انتشاره عالميا.
مجدي غنيم : المحرر العلمي “لقناة النيل”