في يوم الجمعة 25 من رمضان سنة 658هـ انتصر جيش المسلمين بقيادة السلطان المظفر قطز على جيوش التتار سنة 658هـ / 3 سبتمبر 1260م في معركة عين جالوت وهي قرية في شمال فلسطين .
أوقف هذا الانتصار الكبير زحف التتار وتم على أثره توحيد مصر والشام .
حيث أوقف المصريون زحف جيوش التتار ، وأوقعوا بهم هزيمة نكراء بعد أن اجتاحت جيوشهم مناطق آسيا وأوروبا في الصين والهند وروسيا وخراسان وبلاد فارس والعراق والشام .
بدأت جيوش التتار زحفها أوائل الربع الثاني من القرن الثالث عشر على امتداد 30 عامًا تقريبًا .
خرجوا من السهول وسط آسيا واتجهوا شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا .
دخلت جيوش التتار بغداد في شهر فبراير سنة 1258 وقتلوا الخليفة المعتصم بالله آخر خلفاء دول العباسيين وأسرته بعد حكم استمر أكثر من 5 قرون “750 – 1258م” .
خرب التتار حاضرة المسلمين ، وألقوا الكتب والمخطوطات النادرة في مياه نهر دجلة .
ومن بعد بغداد توجه التتار بقيادة هولاكو إلى الشام ودخلوا دمشق 1260م وسفكوا الدماء ، وقتلوا الأبرياء ، وظنوا أن الطريق إلى مصر مفتوحًا ، ومفروشًا بالورود .
أرسل التتار رسلهم بالتهديد والوعيد إلى قطز سلطان مصر ، فرد عليهم بطريقتهم وقتل رسلهم ونادى بالجهاد لمواجهة جيوش التتار ، وخرج الجيش بقيادة المظفر سيف الدين قطز ، ومعه ركن الدين الظاهر بيبرس .
والتقى الجيشان عند عين جالوت في فلسطين قرب مدينة بيسان ، خرج قطز في 15 من شهر شعبان 658هـ – 1260م .
وعندما وقعت المعركة قتل فيها كتبغا نويان قائد جيش التتار ووقع ابنه في الأسر وانتهت المعركة بنصر كبير لجيش المسلمين .
واصل الظاهر بيبرس مطاردة فلول التتار في بلاد الشام ومن بعدهم جيوش الصليبيين وأعاد الخلافة العباسية إلى القاهرة ، التي استمرت بها حتى وصول العثمانيين “1517” .
وبعد نصر الله وتوفيقه ، ونفحات الشهر الفضيل وكراماته يرجع السبب في هذه الأمجاد والانتصارات إلى صوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام ، به يزداد القلب إيمانًا ، والعقل إشراقًا ، والإرادة قوة وصلابة .
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي