بديهي أن حفر أي بئر، بترولية أو غير بترولية، يكون في اتجاه رأسي إلى أسفل: لكن هذا الأمر البديهي آخد في التغيير، فيما تعتبره كبرى المجلات العالمية المتخصصة في شؤون البترول نقطة تحول في تكنولوجيا استخراج البترول، إذ تؤكد أن آبار البترول الأفقية “بسبيلها لتصبح عاملا جديدا مؤثرا في انتاج العالم البترولي، وتوضح أن الفكرة الجريئة التي بزغت في فرنسا في نهاية السيتينات من القرن الماضي قد تطورت الآن لتتحول إلى محور مهم من محاور زيادة انتاجية حقول البترول.
تقول مجلة “وورلد أويل” إن الفكرة الجريئة التي تبناها رائد تكنولوجيا التنقيب الفرنسي “أندريه جوردان” سنة 1969 ، حيث بدأت غريبة جدا،إلا أن جوردان أثبت علميا أن الاتجاه بالحفر أفقيا، وإن كان صعبا، سيمكن من استخراج بترول مكامن كثيرة، لا يمكن الوصول إليها بالحفر الرأسي التقليدي، واقتنع معهد البترول الفرنسي بالفكرة آخذا في مساندتها، وعمل جوردان نحو 10 أعوام مع المعهد على تطويرها وإخراجها إلى حيز التطبيق العملي، وقد أصبحت حقيقة سنة 1980، بعدها بنحو عامين، قام الفرنسيون بأول تجربة لإنتاج البترول بالحفر الأفقي، وكانت في المياه الإقليلمية الإيطالية في البحر الأدرياتي.
نعم لقد أثبتت الفكرة غير العادية إمكانية تحقيقها، لكن الوسائل التكنولوجية التي كانت متاحة في تلك الأونة لا تقارن بمثيلاتها المتاحة اليوم، وقد ظهر العديد من المشكلات الفنية التي يتعين حلها، وتؤكد “وورلد أويل” أن التكنولوجيا المسماه بالحفر الموجه تتيح الآن مطاردة البترول لاستخراجه في أي اتجاه كان.. رأسيا أم أفقيا، وأن المشكلات في طريقها إلى الحل.
إن آبار البترول الفقية تندرج في الإطار الذي يطلق عليه البترول غير التقليدي، ذلك الإطار الذي له أبلغ الأثر في الوفرة البترولية الحالية، التي ساهمت إلى أبعد حد في التدني الراهن في اسعار البترول بما له من أثر عميق وتداعيات مركبة على أوضاع عالمنا كله.
كتبه مجدي غنيم المحرر العلمي لموقع النيل للأخبار