إذا كان الحديث عن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ، يُطرح السؤال: مانسبة مايستطيع هذا المصدر تقديمه لشبكة الكهرباء القومية ؟ ودائماً تكون الإجابة محبطة تماماً ، لأن النسبة دائماً ضئيلة .. إن لم تكن تافهة !
لكن هناك تصوراً آخر – يتطور بسرعة الآن – لايقوم على مدى إسهام الكهرباء الناتجة من أشعة الشمس في الشبكات القومية أو الشبكات واسعة النطاق عموماً : إنما يقوم على ماأطلق عليه “الميكروشبكات” أو الميكروجريدز” بالانجليزية ، وهي شبكات محدودة النطاقات .. تستمد الكهرباء من الكهرباء الشمسية .
هناك الآن حماس كبير لهذه الشبكات ، التي يرجى منها أن تزود بالكهرباء الكثير من المناطق المحرومة منها في العالم .
ونحن في القرن الحادي والعشرين : مازال هناك 1.5 بليون إنسان في العالم محروم من الكهرباء ، معظمهم يعيش في الأرياف ، وفي الهند وحدها هناك 268 مليون في الريف و21 مليون في الحضر لاتصلهم الكهرباء ، وتؤكد “وكالة الطاقة الدولية” أن نشر “الميكروشبكات” يمكن أن يسهم في تغيير هذا الوضع بدرجة كبيرة .
بحسب “برنامج الطاقة المستدامة” الذي تديره الأمم المتحدة: فإن اقتصاديات تشغيل “الميكروشبكات” تجعلها حالياً مكلفة جداً ، وفي بعض الأحيان : تبلغ تكلفة الكهرباء التي توزعها 10 أضعاف الكهرباء الموزعة بالشبكات المعتادة .
ماليزيا تعد رائدة في استعمال الشبكات الجديدة : فهناك الكثير من جزرها الصغيرة المنعزلة وقرى الغابات الجبلية النائية ، التي يصعب ربطها بالشبكة القومية ، وتولي إندونيسيا – ذات الظروف المشابهة – هذا المجال اهتماماً خاصاً .
الطاقة الشمسية مناسبة جداً “للميكروشبكات” ، لكن هذا لايعني أن المصادر التقليدية غير مناسبة لها : فماليزيا مثلاً تبدأ السنة القادمة نشر شبكات منها تعمل بمولدات الديزل فئة 600 كيلو واط ، لكن يبقى مستقبلها مرتبطاً بالكهرباء الشمسية .
برنامج “إضاءة أفريقيا” الذي يتبع “البنك الدولي” يبدي هو الآخر اهتماماً واضحاً بتلك الشبكات : وهو يرى فيها أملاً قوياً للتغلب على جانب من مشكلة نقص الكهرباء الحاد في أنحاء واسعة من القارة .
المصدر : مجدي غنيم : المحرر العلمي لـ “قناة النيل”