أصبح من نافلة القول في الأوساط العلمية والطبية أن التفكير التقليدي في علاج الأورام يكاد يكون قد قدم كل ما عنده، ومع هذا يظل “السرطان” الخطر الأشد شراسة على صحة الناس، وتعين على الباحثين أن يخرجوا عن إطار التفكير التقليدي في هذا الشأن وأن يبحثوا عن أفكار جديدة تماما، ومن اخر هذه الأفكار: ما أعلنه “د. زن جو” الذي يعمل في “جامعة نورث كارولينا” الأمريكية من أنه يجري أبحاثا لمهاجمة السرطان من داخله لامن خارجه.
إن الأسلوب الذي يطوره “د.جو” يشبه في فكرته عمل “القوات الخاصة” في الجيوش التي تخترق تخترق خطوط العدو : لتهاجمه من الخلف، كذلك فإن الأسلوب الجديد يقوم على التسلل إلى الخلايا السرطانية ليهجمها من داخلها.
يرتكز هذا الأسلوب على “البيو نانو تكنولوجيا”، فهو يهدف إلى إدخال أجسام نانوية – أي متناهية الدقة – مضادة للسرطان في الخلايا المصابة – من دون الخلايا السلمية – ثم تأخذ في مواجهة الورممن داخله.
“د.جو” وفريقه متفائلون جدا بجدوى أسلوبهم : ويؤكدون أنه حين تطبيقه سيكون أقوى طرق علاج الأورام، بما في ذلك طرق “العقاقير الموجهة” التي توجه فيها الأدوية نحو الخلايا السرطانية مباشرة.
حتى الآن : فإن تجارب أولية أجريت على فئران المعمل لعلاجها من أورام الرئة، فأعطت مؤشرات مبشرة، ومن المرجح أن يكون في يكون في مقدمة أنواع الأورام التي سيجدي معها الأسلوب الجديد : سرطان الدم (لوكيميا) والثدي والبروستاتا، إلا أن الإطار العام لهذا الأسلوب ملائم من حيث المبدأ للتعامل مع أي ورم.
إن الأداة الجديدة هي – في النهاية – وسيلة من وسائل النانو تكنولوجيا المستعملة في الطب عموما وفي أبحاث علاج الأورام خصوصا : لكن بفلسفة مغايرة،جوهر هاما أطلق عليه “الشرنقة النانوي” تشبيها لها بالشرنقة التي ينتجها دود القز : وهذه “الشرنقة” هي التي تتسلل إلى داخل الخلية، وتلعب دورا مشابها لدور “لدور “حصان تروادة” طروادة في الحروب القديمة.
كتبه / مجدي غنيم المحرر العلمي للنيل للأخبار