يمكن القول ببساطة وإختصار- في تعريف المدن الذكية أنها المدينة التي تهيمن على إدارتها نظم إلكترونية ومعلوماتية متطورة بدرجة أو بأخرى، ويرى التقرير الإخباري العلمي- الإقتصادي الأمريكي- “بيزنس ريبورت” أنه أصبح من الحتمي أن تصبح مدن العالم الأسرع نموًا مدنًا ذكية، وإلا فإنها لن تستطيع مواجهة تحديات إدارتها.
وقد أورد التقرير الذي يصدره “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” قائمة بالمدن الـ15 الأسرع نموًا في عالمنا أكد فيه أنها: طوكيو، دلهي، شنغهاي، مكسيكو سيتي، ساو باولو، مومباي، أوساكا، بكين، نيويورك، القاهرة، كا، كاراتشي، بيونس آيرس، كالكوتا، اسطنبول.
ويوضح أنه في الوقت الحاضر يعيش 54 % من إجمالي البشر في مراكز حضرية، وخلال العقود الثلاثة المقبلة، سيعيش أغلب سكان العالم في المدن الفقيرة جدًا.
ستترتب على الكثافة السكانية العالية في المدن الفقر، وضعف بنيتها الأساسية في الوقت نفسه أثار بيئية سلبية للغاية، في مقدمتها الإنبعاثات الضارة من مرافق الطاقة غير الملائمة بيئيًا، والفاقد الكبير في المياة من الشبكات المائية القديمة.
إن 30% من إقتصاد العالم وغالبية جهود الإبتكار تتركز في 100 مدينة فقط.
يؤكد ” بيزنس ريبورت” أن تقديم الحلول إلى المدن سريعة النمو بتحويلها إلى إتجاه ” المدن الذكية” أصبح مجالًا مهمًا لمجموعات التكنولوجيا متعددة الجنسية، أمثال “أي بي إم” و “سيمنز” وهيتاشي”.
ومن المقدر أن يصل إجمالي الإنفاق العالمي إلى التحول إلى ” المدن الذكية ” خلال 10 أعوام القادمة إلى 12 بليون دولار.
وهناك مجموعة من ” المدن الذكية ” التجريبية في أنحاء مختلفة من العالم، في مقدمتها “فيوتشر سيتي”في الصين، و “سونجدو” في كوريا الجنوبية، و” مدينة مصدر ” في أبو ظبين و”ياريديس” في البرتغال.
هناك أمور مشتركة تعد بديهية في هذة المدن، منها مثلًا أن أجهزة تكييف الهواء في مبانيها تستمد الكهرباء اللازمة لها من الطاقة الشمسية.
إن إيجاد مدن يدار فيها كل شئ بنظم روبوتية و معلوماتية كومبيوترية، وتعتمد على مصادر الطاقة غير التقليدية، وتقوم مبانيها على تصورات معمارية جديدة، وتمتد شوارعها بحيث تتلائم مع وجود السيارات الكهربائية وشبكات المترو فائقة السرعة، قد خرج تمامًا عن حيز “مدن المستقبل” الخيالية إلى حيز “مدن الواقع” الحتمية، وإلا كيف ستواجه المدن الأسرع نموًا بلايين البشر الذين يقطنونها؟
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”