من الأغذية الرخيصة التي تباع على قارعة الطريق إلى أغذية مصنعة غالية الثمن : تبرز من قديم مشكلة أخطار مكسبات الألوان التي تضاف إلى الأغذية لإعطائها عنصر جذب في أعين الناس، ومثلا كانت هذه الأخطار الدافع وراء الاحجام عن شراء “العروسة والحصان” التقليديين في موسم المولد النبوي الشريف : بعد الحملات الصحفية كل موسم التي تحذر من المضار الصحية لمكسبات الألوان التي تلون بها “حلوى المولد”، وإن كانت هذه هي الحال مع الحلوى الشعبية الرخيصة : فإن المشكلة تمتد أحيانا إلى منتجات تطرحها بعض الشركات صاحبة العلامات التجارية المشهورة، ذلك أن اللون وبريقه ورونقه له قيمة كبيرة في ترويج السلعة: وقد لاتهتم الشركة كثيرا بالاعتبار الصحي في سبيل الرواج التجاري، والآن يقوم مركز علمي متخصص في علوم الأغذية في “جامعة خنت” البلجيكية بوضع مسار جديد لحل تلك المشكلة المؤثرة في الصحة العامة عالميا.
طرح هذا المسار “البروفسور أشوك باتل” على صفحات المجلة “نيو فوود” المتخصصة في العلوم الغذائية : موضحا أنه يرتكز على تكنولوجيا كيميائية متطورة اسمها “ضبط النغمة اللونية” (الصورة المصاحبة) تتيح التوسع إلى أبعد حد في استعمال مكسبات الألوان طبيعية عوضا عن المكسبات الاصطناعية، وأكد العالم البلجيكي الذي يدير مركز “جامعة خنت” أنه يوفر ألوانا جذابة للغاية.
كيف تكون “التفاحة” لونها الأحمر التفاحي ؟ كيف تكون “البرتقالة” لونها الأصفر البرتقالي؟ كيف تكون “الزيتونة” لومها الأخضر الزيتوني ؟ إن كل الألوان وغيرها مما لايقع تحت حصر يتكون نتيجة عمليات كيميائية حيوية (بيو كيميائية) طبيعية والمسار الجديد يتجه إلى إيجاد عمليات اصطناعية تحاكي تماما تلك العمليات الطبيعية انطلاقا من مواد طبيعية.
إن هذه العمليات لاتنتج موادا ملونة بالألوان الأساسية فقط: بل هي تنتج أيضا درجات هذه الألوان وظلالها، على نحو يوفر للمنتج الغذائي الذي نكسبه اللون المطلوب.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل