معلوم ان تكنولوجيا وهندسة إقامة المنشآت تحت الماء تحقق تقدما متسارعًا جدا، لكن هذا التقدم لم يكن لأحد- خارج قصص الخيال العلمي- أن يتوقع ان يبلغ حد إقامة مايمكن اعتبارة “مدنًا” تحت سطح البحر، لكن هذا ما تأخذه بمنتهى الجد “جامعة هوستون” الأمريكية وجهات علمية أخرى.
تقول أساطير شائعة انه كان هناك قديما قارة كاملة ابتلعتها مياه المحيط، فأصبحت “قارة غارقة” أطلق عليها “قارة أطلنتيس” وتمضي الأساطير فتتصور أنها مازالت موجودة بأهلها تحت الماء !
وقد إستلهمت “جامعة هوستون” الأسم “أطلنتيس” لتطلع على مشروعها لإقامة “مدن” تحت سطح البحر.
يفيد “برنامج الهندسة تحت البحرية” بالجامعة بأن الهدف الحالي هو إقامة تلك المدن بغرض استغلالها في إنتاج البترول والغاز الطبيعي البحريين بكفاءة عالية.
بعيدا عن الأساطير: فإن أولى محاولات إستخراج البترول من قاع البحر تعود إلى تسعينات القرن التاسع عشر، إلا أن تحقيق هذا فعليأ تأخر إلى سنة 1947، ثم تسارع التقدم في هذا المجال الذي تعاظمت أهميته على النحو الذي نشهدة حاليًا.
أذاع البرنامج مخططات مبدئية لتلك المدن ويتضح منها أنها ستكون نظمًا متكاملة للإنتاج بكفاءة عالية.
والعديد من أجزاء هذة النظم تعمل حاليا بالفعل لكن المشروع “بروجيكت أطلنتس” يوفق بينها، ويضيف إليها، بحيث تصبح كيانات هندسية لا تحتاج شيئًا من خارجها.
يؤكد “البروفيسور ماثيو فرانكتشيك” أستاذ الهندسة الميكانيكية بالجامعة ومدير برنامج الهندسة تحت البحرية، المؤسس أن التصورات الخاصة بخروج هذة المدن إلى حيز التنفيذ في ميدان إنتاج البترول والغاز الطبيعي تكاد تكون جاهزة، ثم يمكن لمفاهيم “بروجيكت أطلنتيس” أن تزحف إلى مجالات أخرى مختلفة.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل