كشفت مجلة أمريكان الأسبوعية، عن كيفية إعداد وتدريب داعش فتية صغاراً لأجل تنفيذ هجمات إرهابية، وتعذيب من يرفض التعاون معه.
وتقول المجلة أن داعش يجبر صبية على حضور معسكرات تلقين بهدف تحويلهم إلى جيل جديد من الانتحاريين، ويقولون لأولئك الأطفال أن هدفهم هو تكرار هجمات ١١ سبتمبر ، ٢٠٠١، ومن يرفض التعاون معهم يلاقي التعذيب وبتر أطرافهم.
والتقى أخيراً مراسل محطة إن بي سي الأمريكية، ريتشارد إينجيل، بعدد من الصبية الذين تمكنوا من الهرب من مناطق يسيطر عليها داعش إلى تركيا، ممن تحدثوا عن فظائع تعرضوا لها.
وتحدث فتى اسمه محمد ماجرى عن تفاصيل ما حدث معه عندما حاول الهروب، وتجنب الالتحاق بمعسكر داعش للجهاديين الصغار.
وأوضحت المجلة أنه بعد أن عذب، أطلق سراح محمد من السجن، وحكم عليه بالتوبة عبر الالتحاق بمدرسة داعش لإعداد جهاديين، لكن محمد كان مقتنعاً بأنه لو ذهب إلى تلك المدرسة، فإنه سوف يرسل إلى الخطوط الأمامية أو يستخدم كمفجر انتحاري، وعندها قرر محمد الهرب مع مجموعة من أصدقائه، لكن أحدهم وشى به.
وخلال ساعات، مثل محمد أمام قاضي داعشي، وكانت جريمته هي محاولة الهروب خارج مناطق سيطرة داعش، وبالتالي مغادرة عالم “الإسلام الحقيقي” والانتقال إلى أرض الكفار، والتي يعتقد داعش أنها توجد في أي مكان، سوى حيث يحكم.
ويقول محمد “قال لي ذلك القاضي: هذا حكم الله، كنت ذاهب إلى أرض الكفار، ولذا أنت مثلهم، سوف تقطع ساقك وذراعك”.
وتم تنفيذ الحكم في اليوم التالي، وما وصفه محمد لعملية البتر يظهر وحشية داعش المنهجية ضد كل من يعارضه، بمن فيهم فتية صغار.
وأوضح مراسل (إن بي سي)، أن عملية بتر الأطراف تتم في طقس احتفالي، حيث يجتمع حشد من المصفقين والمهللين داخل ساحة في مدينة، ويخصص مكان خاص متميز لأبناء المقاتلين الأجانب.
وتقول مجلة أمريكان أنه ينتظر عادة من أبناء المقاتلين الأجانب أن يكونوا الأعلى صوتاً في التشجيع والهتاف، فقد تدربوا، كما قال محمد وصديقه أحمد، لأن يكونوا نخبة الجيل القادم من مقاتلي داعش للانتحاريين والإرهابيين الأجانب، وفي بعض الأحيان ينفذ أبناء المقاتلين الأجانب عمليات الإعدام بأنفسهم، بحيث يمحون من عقولهم وجوب احترام الحياة الإنسانية، وهم ما زالوا صغاراً سريعي الانقياد.
وأوثق عناصر داعش ذراع وساق محمد بواسطة أربطة لقطع الدم عن يده وقدمه، ويكون الهدف عادة من البتر ليس قتل الضحية بل تشويهه إلى الأبد، وتركت الأربطة لمدة ١٥ دقيقة، ومن ثم شدت ذراع محمد على قطعة خشبية، ووضع ساطور خاص باللحوم في موضع رسغه عند النقطة التي سيقطع منها، ومن ثم حضر رجل وقطع يد محمد، وقد تعرف محمد وثلاثة آخرين على الرجل الذي نفذ العقاب، وهو عراقي من داعش عضو في “لجنة البتر” ويعرف باسمه الحركي “البلدوزر”.
وبحسب المجلة، من ثم حمل محمد إلى عيادة تابعة لداعش حيث تم شد جلده وخياطته مكان البتر، وحملته أمه من العيادة إلى المنزل، ومن ثم هربته بعد عدة أيام إلى تركيا.
واختار فتى آخر اسمه أحمد أن يلتحق بمعسكر التلقين عوضاً عن مواجهة البتر، ووصف ما رآه في ذلك المعسكر، قائلاً إن معاملة خاصة تولى للصبية من أمثاله بهدف غسل أدمغتهم، وقال أحمد “كانوا يتحدثون عن أسامة بن لادن، وكيف هاجم البرجين، ويقولون أنهم بحاجة لمن يكرر ذلك”.
وأضاف الفتى أحمد “كما تحدث مقاتلو داعش عن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، الفرنسية، وقالوا أنهم هم الذين نفذوا الهجوم، وكانوا سعداء بعملهم”.
وعند انتهاء دورة غسيل الدماغ، قيل لأحمد أنه أصبح الآن مقاتلاً في صفوف داعش، وأنه سوف يرسل إلى الخطوط الأمامية، دون أن يكون لديه أية فكرة إلى أين سيرسل، أركب أحمد حافلة، وأخذ إلى منطقة الأنبار في العراق، ومن هناك تمكن من الهرب نحو تركيا.
ويقول أحمد أن داعش حاول مراراً إقناعه وغيره من الفتية داخل مدرسة التلقين، لأن يصبحوا انتحاريين، وقد وافق بعضهم.
وأضاف أحمد “سألونا من يريد أن يصبح شهيداً؟ وكان من بيننا صبي في الثانية عشر، قال أنه يريد، وقد فجر نفسه في منطقة حديثة في العراق”.