اختصها الله بسورة في الذكر ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحريها في الليالي الوتر ، بالثلث الأخير من الشهر .
ليلة ذي قدر ، أنزل فيها كتاب ذو قدر ، حمله ملك ذو قدر ، أي نبي ذي قدر أرسل إلى أمة ذات قدر .
ليلة يزيد أجرها وثوابها عن ألف شهر ، تنزل الملائكة إلى الأرض طاعة للأمر ، ويعم السلام والأمان حتى مطلع الفجر .
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” .
أي في الليالي المفردة من الشهر الكريم في ثلثه الأخير وهي ( 21 ، 23 ، 25 ، 27 ، 29 ) .
ويتم الاحتفال بليلة القدر في معظم دول العالم الإسلامي ليلة السابع والعشرين .
والقدر هو الشرف والتعظيم والتكريم ، والقدر في اللغة هو مبلغ الشئ أو منتهاه أو المنزلة الرفيعة والمكانة المرموقة .
ويرى إمام المدينة مالك بن أنس أن الله عز وجل أكرم أمة محمد عليه الصلاة والسلام بفضل هذه الليلة تعويضاً لهم عن أعمارهم القصيرة فكانت في خيراتها وزمانها تزيد على ألف شهر في العمل والعبادة .
وعدم تحديد موعد ليلة القدر فضل من الله ونعمة على عباده الصالحين ، يعطي الفرصة لمزيد من الاجتهاد فيأتي الجزاء على قدر العمل مضاعفاً مباركاً .
وفي القرآن الكريم سورة تحمل اسم سورة القدر ، وهي سورة مكية رقم 96 في ترتيب سور المصحف الشريف ، وتشتمل سورة القدر على خمس آيات بينات ، تشير الآية الأولى إلى نزول القرآن الكريم فيها ، وتؤكد الآية الثانية شرفها ومنزلتها ، وتحدد الآيات الثلاث الباقية ملامح فضلها وعلامات قدرها .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه” .
وعن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى عليه وسلم – : “إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل – عليه السلام – في كوكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل” .
وفي شهر فبراير سنة 610م كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه ملك الوحي جبريل عليه السلام بالبشرى العظيمة ، وبالآيات الخمس الأولى من سورة العلق: سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عما تدعو به في ليلة القدر ، فقال عليه الصلاة والسلام قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا” .
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي