ما زالت قضية إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع 46 آخرين تتفاعل، وفيما دعت برلين الرياض وطهران لاستئناف علاقتهما، أشار نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى نية حكومته فحص صادرات الأسلحة إلى السعودية بدقة أكثر في المستقبل، بينما حث بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، السعودية وإيران على تجنب أي أفعال تفاقم الوضع أكثر بين البلدين، كما شدد على أن قطع العلاقات السعودية مع إيران «مقلق للغاية».
وعبرت واشنطن عن موقف أثار استياء المملكة السعودية، ولم يكن قاصرا على تصريح جيمس جيفري، نائب مستشارة الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوشن، بأنه لا يوجد تبرير واضح لإعدام النمر، وهو عمل سيعرض العلاقات «الأمريكية ـ السعودية» لأزمة، لأن النمر لم يكن إرهابيا، بحسب تعبيره.
ومن جانبه انتقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قيام السعودية بإعدام 47 شخصا بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر معربا عن “قلقه البالغ” إزاء الأزمة بين الرياض وطهران.
“القلق الغربي” غير مبرر، ومثير للشكوك، طالما لا يصاحبه رد فعل على مستوى الحدث، وهو تدخل إيران في الشأن الداخلي السعودي إثر تنفيذ حكم قضائي على أحد المواطنين السعوديين، المدان بتهمة الإضرار بالأمن القومي، بصرف النظر عن عقيدته ومذهبه الديني، حسب تعبير الدبلوماسي المصري السفير عبد الفتاح راغب، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، موضحا في تحليله للموقف الغربي بصفة عامة، والموقف الأمريكي بصفة خاصة، أن هناك حسابات سياسية لواشنطن والدول الغربية التي خرجت للتو من مرحلة توتر العلاقات مع طهران وتعمل على توظيف الوضع الجديد معها، في معادلة إعادة ترسيم المنطقة، وفقا لمخطط جديد يعيد تقسيم مناطق النفوذ في الإقليم العربي.
المصدر: وكالات