من الممكن جداً من الناحية العلمية يصطدم أحد الكويكبات السابحة في فضاء المجموعة الشمسية بالأرض، فيلحق بها “كارثة كونية” بمعنى كارثة مصدرها الكون خارج الأرض.
والمعتقد أن كوكبنا تعرض في عصور غابرة لمثل ذلك، لكن هل حدث فعلًا؟
بين آن وآخر تظهر للعلماء أدلة على حدوثة الفعلي،وآخر ما أعلن عنه أنة حفرة هائلة في جنوب المكسيك نتيجة عن إصطدام كويكب بالأرض منذ 66 مليون سنة.
تفيد مجلة “جيولوجي” المتخصصة في العلوم الجيولوجية أن هذة الحفرة تشابة إلى حد بعيد حفرتين أخريين،إحداهما في كندا والأخرى في جنوب إفريقيا، مما يعني أن اصطدام كويكبات بالأرض أمر متكرر.
فريق مشترك من جامعتي “إم أي تي” و”بوردو” الأمريكيتين أنة أصبح من المؤكد الأن أن ثلاثة كويكبات على الأقل إصطدمت بالأرض في أوقات مختلفة من تاريخها السحيق، ممكن يعني أن “الممكن” هو “واقع” فعلي.
المعروف علميًا أن الديناصورات تصنف ضمن الزواحف، وتسمى الحقبة التي هيمنت فيها على الأرض “بحقبة سياحة الزواحف”، وقد أدت كوارث كونية تسببت الكويكبات في بعضها في إنهاء هذة الحقبة، وظهور “حقبة سيادة الثدييات” التي شهدت هيمنة الحيوانات الثدية، وهي مستمرة حتى الأن، وتتضمن هيمنة الإنسان.
ووفقًا لتحليلات فلكية رياضية أجرتها الجامعتان، فإنة كل بليون سنة تتعرض الأرض للإصطدام مع نحو 14 كويكباً يزيد قطر الواحد منها عن 7.4 كم، ويحدث حفرة قطرها 85 كم على الأقل، كما يحدث تغيرات أخرى غيرها.
وتعني هذة التحليلات أن الأرض تعرضت خلال 3.5 بليون سنة مضت لنحو 49 تصادمًا كريكبًا، تسبب في أثار كارثية.
يخلص علماء الجامعتين أن الكويكبات أسهمت اسهامًا كبيرًا في تشكيل سطح كوكبنا على نحو أكبر مما كان متصورًا من قبل، في المحيطات وعلى اليابسة.
السؤال المطروح وبقوة الآن، إذا كان ذلك قد حدث في الماضي، فماذا يمكن أن يحدث في المستقبل؟، هل يتكرر تصادم الكويكبات بالأرض؟ وتتكرر معه الكوارث؟
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل