يصدر قريبًا عن سلسلة آفاق عالمية، التابعة لهيئة قصور الثقافة، رواية “ميدلمارش” في جُزْأين، للكاتبة الإنجليزية جورج إليوت، ترجمة الشاعر والمترجم شرقاوى حافظ، رئيس التحرير د. رفعت سلام، تصميم الغلاف محمد المصري.
تأتي أهمية رواية مدل مارش (Middlemarch) في تصويرها حياة المجتمع الإنجليزي مطلع القرن التاسع عشر بجميع شرائحه وطبقاته، وإلقائها الضوء على جوانب حياة أفراده الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كافة دون أن تهمل تأثير التطور العلمي والاكتشافات الحديثة في ذلك المجتمع.
كما أن أحد أكثر الجوانب التي برعت بها الكاتبة هو الغور في أعماق النفس البشرية؛ حيث صورت الأحاسيس واللواعج الكامنة هناك، كما استطاعت تحقيق نجاحٍ فريدٍ عندما رسمت ملامح شخصياتها الجسدية والفكرية وكذلك النفسية، ما يجعل القارئ يشعر وكأن الكاتبة قد نقلته في مرحلة ما من مراحل روايتها إلى الواقع الذي تعيشه شخصيات روايتها حتى يظن أنه يعيش بينهم ويكاد أن يشاركهم بعض أحاسيسهم ويتبنى بعض أفكارهم.
أما عن المؤلفة فهي (ماري آن إيفانس Mary Ann (Marian) Evansx ) وهي روائية إنجليزية ولدت في 22 نوفمبر1819وتوفيت في 22 ديسمبر 1880 وهي أكثر شهرة باسمها القلمي (جورج إليوت).
أما عن الباعث وراء اختيارها اسمًّا ذكوريًّا فذلك لأنه – بحسب رأيها- أرادت أن تكون واثقة من أن تأخذ أعمالها على محمل الجد، وحتى لا يعتيرها القراء كاتبة رومانسية لمجرد أنها امرأة، رغم أن العديد من النساء كُن مؤلفات في ذلك الوقت في أوروبا، ويُعتقد أيضًا أنها غيَّرت اسمها لتبتعد عن عالم الشهرة كي لا يتطرق أحد إلى علاقتها مع الفيلسوف (جورج هنري لويس) الذي كان متزوجًا في ذلك الوقت.
وقد شيد لها نصب تذكاري بعد مرور مئة عام على وفاتها أي في عام 1980 وضع في زاوية الشعراء ضمن مقبرة كنيسة ويستمنستر آبي، وهو دير كبير في وستمنستر في لندن، وكان هذا الدير هو المكان التقليدي لتتويج ملوك إنجلترا، وفيه أيضًا كان يدفن ملوكها، وفي هذا دليل على مدى ما بلغته ماري آن إيفانس من حفاوة وتقدير، كما أطلق اسمها وكذلك أسماء رواياتها على العديد من المباني الرئيسية في مسقط رأسها لندن.