وقعت غزوة بدر الكبرى يوم الثلاثاء الموافق 17 من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة وهي السنة التي فرض فيها الصيام .
انتصر 300 مقاتل من المسلمين على ألف من صناديد قريش وسميت بدر غزوة الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل .
وبدر عين ماء على طويق القوافل بين مكة والمدينة وقعت الغزوة حولها سنة 2هـ – 623م وعرف من شارك فيها بأهل بدر .
وتم فتح مكة ( الفتح الأكبر ) في 20 من شهر رمضان في السنة الثامنة للهجرة 630م خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رأس 10 آلاف من المسلمين من المهاجرين والأنصار توجهوا من المدينة إلى مكة بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية وساعدت بنى بكر بالسلاح والفرسان .
دخل المسلمون مكة المكرمة في أربعة فرق وحطموا الأصنام وطهروا البيت من رجسها ودخل النبي الكريم ومعه بلال بن رباح وأسامة بن زيد ، وعفا عن أهل قريش .
سألهم النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟
– قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم .
– قال لهم صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
دخل النبي مكة يوم الفتح ساعة الصبح وهو يتلو آيات بينات من سورة الفتح دخلها على راحلته متواضعًا ولربه خاشعًا خاضعًا .. وبنصره – عز وجل – حامدًا راضيًا قانعًا .
طاف حول الكعبة المشرفة ورفع بلال بن رباح الآذان من أعلاها وكبر الصحابة وهللوا من حولها ودخلها النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – وعن يمينه بلال بن رباح وعن يساره أسامة بن زيد وصلى ركعتين وخرج ليعلن عفوه عن أناس طالما آذوه وعذبوه ودخل الناس في دين الله أفواجا .
أمر خاتم المرسلين أصحابه الكرام رضي الله عنهم أن يطهروا البيت الحرام من الأصنام “360 صنماً” وسبقت يداه أيديهم وهو يرتل قول الحق تبارك وتعالى : “وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا” .
كان جنود الفتح قد مضوا خلف قائدهم لتنفيذ خطتهم والوصول إلى غايتهم أخفوا موعد تحركهم وأرسلوا من يستطلع الطريق لهم وعلى مشارف مكة أشعلوا نارًا عظيمة أرهبت عدوهم وأدخلت الخوف في قلوبهم .
دخل جيش الفتح مكة المكرمة وحكمته تسبق قوته وخلقه يغلب سطوته لم يروع آمنًا أو يهتك حرمة أو يقطع شجرة أو يتلف زرعًا أو يحرق منزلا .
دخل جيش الفتح أربع جهات :
– الفرقة الأولى بقيادة الزبير بن العوام ودخلت من أعلاها .
– والثانية بقيادة خالد بن الوليد ودخلت من أدناها .
– والثالثة بقيادة أبو عبيدة بن الجراح ودخلت من شرقها .
– والرابعة بقيادة قيس بن سعد بن عبادة “الأنصاري” ودخلت من غربها .
أمضى النبي – صلى الله عليه وسلم – 19 يومًا في مكة المكرمة ينظم أحوالها ويرتب أوضاعها ويعلم أهلها الإسلام والقرآن وأرسل الوفود إلى مناطق الجزيرة العربية لنشر الدعوة في ربوعها .
قضى – صلى الله عليه وسلم – مع أهل مكة العشر الأواخر من شهر رمضان وشهد فيها ليلة القدر وعيد الفطر وعدة أيام آخر .
قبل عودته للمدينة المنورة أصبحت مكة بعد الفتح حرمًا آمنًا وتحولت من معقل للشرك وعبادة الأوثان إلى مركز لعبادة الرحمن “فبأي آلاء ربكما تكذبان” .
المصدر : كتاب ( شهر رمضان في الجاهلية والإسلام ) للدكتور أحمد المنزلاوي