مجدي غنيم
الشهيد الكساسبة وهو يحرق حيا والمصريون الأبرياء وهم يذبحون في ليبيا : هل مازال في جعبة الارهاب الاسود المزيد من المشاهد الرهيبة ؟ الاجابة للاسف الشديد بنعم : فالاشد هولا والاوسع تدميرا وتخريبا المساحات الشاسعة من الاراضي الخضراء اليانعة من عالمنا العربي وهي تتحول أرضا يبابا وقد هلك فيها الحرث والنسل بفعل التحالف القائم الان بين الجفافا والارهاب والذي يجعل وحش التصحر يكشر عن أنيابه الشرسة أكثر وأكثر .
منذ سنوات ودوائر البيئة العالمية تدق أجراس الانذار محذرة من موجة جفاف طويلة قاسية لا ترحم تضرب أنحاء واسعة من المشرق العربي وأنحاء عربية أخرى وكان المنطقي البديهي أن يشمر العرب عن سواعد الجد ليروا ما هم فاعلون في مواجهة هذا الخطر المتوقع الذي أصبح خطرا قائما واقعا بالفعل لكن الذي حدث أن الارهاب الاسود أعلن بلسان الحال تحالفه وتضافره مع الجفاف ليسلم بعضا من أخصب الاراضي العربية فيما عرف بالهلال الخطيب في المضرق الى اللون الاصفر شعار التصحر والوات يسلمها الى البوار وزحف الرمال .
موجات الجفاف ليست بالامر الجديد في المشرق العربي بل في معظم أرجاء العالم العربي بل أنها كانت دائما عاملا أساسيا في تشكيل الواقع والتريخ العربيين عبر العصور فمن الحقائق شديدة الوضوح أن المنطقة العربية في غالبيتها الساحقة صحراء بل أن الجناح الافريقي منها في حال دائمة في المجمل من التعرض للتصحر وليبيا بالتحديد التي يعمها الان الارهاب وتجتاحها القلائل المسلحة هي من أكثر دول العالم حاجة الى تكثيف الجهود لمكافحة التصحر الا ان المشهد الليبي الراهن يجعل هذه الجهود تنحدر الى الصفر .
خلال العقد الاول من القرن الحالي : درس البرنامج الفضائي الامريكي المعروف اختصارا بالاسم ( جراس ) الموقف المائي في المشرق العربي وتخومه الايرانية والتركية وأظهرت قياسات متقدمة أجراها قمران صناعيان تابعا لوكالة ناسا صورة مفزعة للجفاف في المنطقة وأذاعت الوكالة سنة 2013 خريطة مهمة بينت خطورة الاوضاع المائية الشديدة في أنحاء واسعة من تركيا والعراق ايران وسوريا وقد اتضح ان تداعيات التغير المناخي لها دور كبير في صياغة الموقف الا ان نحو 60 في المئة من الاسباب مرجعها الى النشاط البشري مما يجعل تداركها ممكنا بدرجة اة بأخرى الا ان ظهور داعش وأخواتها جعل الجهود تنصرف الان الى أغراض أخرى تماما في العراق وسوريا وأصبح البلدان يعيشان جحيما بيئيا حقيقيا خصوصا فيما يتعلق بالمياه .
منذ نحو 3 أعوام فقط وعلى سبيل لا الحصر : أكدت دراسة لجامعة تشرين السورية عن الموقف في حوض نهر العاصي في سوريا أن معدل تدفق النهر انخفض الى النصف بينما انخفضت كفاءاة شبكة الري في الحوض بنسبة 40 في المئة وأدى الاسراف في حفر الابار الارتوازية بالمنطقة الى خفض المخزون الجوفي وخفض تدفق الينابيع بل وجفاف بعضها مما يسلم المنطقة الى التصحر فكيف تكون الحال الان بعد كل ما جرى من إرهاب ؟؟