سلطت الصحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الضوء على مفاوضات جنيف وزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كوبا والتي تعد أول زيارة لرئيس أمريكي للبلاد منذ 88 عاماً.
ونقرأ في “النهار اللبنانية، يستبعد سامي كليب أن تفضي المحادثات إلى نتائج فاعلة، قائلا “الواضح أن هذا النوع من “اللا- مفاوضات” في جنيف لن يُفضي الى شيء، وإن هو حقق أي إنجاز، فسيكون مجرد مبادئ عامة، لا بد من تمرير ما بقي من عهد باراك أوباما بأقل حرائق ممكنة”.
ويضيف: “لو أن مفاوضات جنيف جدية لتم اختيار لها رجل أكثر دهاءً من ستيفان دي ميستورا، فالديبلوماسي الإيطالي المولود في السويد قبل 69 عاماً أختير أصلا لتمرير مرحلة وإبقاء الأمم المتحدة حاضرة في الملف السوري والحفاظ على الخيار السياسي”.
وتتهم عزة شتيوي في “الثورة السورية” السعودية ووفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، قائلة “الهيئة العليا للتفاوض جاءت بعُكال آل سعود تدك أوتاد خيمة قلب الأوراق في القاعة السويسرية، وتتربع لتعزف على الربابة السعودية في نوتة تخريب المؤتمرات الدولية المعتادة”.
وتضيف “لا نبرئ ستيفان دي ميستورا من جرم تعطيل المؤتمر الجنيفي الثالث على الأقل، من حيث تجاهل المعارضات الباقية وحجز الطاولة المعارضة حتى الآن لحساب وفد الرياض المخرِّب أساساً، ولكننا لا نعتب على هذا النادل الأممي، فهو حتى الآن بتصرف الإدارات الغربية وإن كان انحنى بمهمته كثيراً ليسمع من يتربع داخل خيمة الرياض”.
وفي “الإتحاد” الإماراتية، يشير طيب تيزيني إلى أن المحادثات يجب أن تحقق “نقاط تضبط العمل السياسي”، متمثلة في: “لا لتقسيم سوريا أرضاً وشعباً، ولا للطائفية كحل سياسي أو مسلك اجتماعي وفكري، ولا للثأرية في مواجهة الفعل السوري، وخصوصاً بصيغة الانتقام، بل نعم لسيادة الآلة الاجتماعية والمساواة الإنسانية. وفي هذا السياق، نقول لا للإرهاب والتطرف، بل نعم لتعددية ديمقراطية مفتوحة”.
“صفحة جديدة”
ويتوقع معلقون أن الزيارة سوف “تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد عقود من العداء بينهما خلال الحرب الباردة”، على حد قول أحدهم.
وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين خاضا حربا باردة طاحنة تحسنا في عام 2014 عندما أعلنت واشنطن تطبيع العلاقات مع كوبا، والتي أعقبها إعادة فتح السفارات بين البلدين.
وتصف جريدة “السبيل” الأردنية زيارة أوباما للعاصمة الكوبية هافانا بأنها “تاريخية”، مضيفة أن المنتظر من هذه الزيارة فتح “صفحة جديدة” في العلاقات بين البلدين بعد عقود من العداء بينهما خلال الحرب الباردة”.
وتقول “البعث” السورية “في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس أمريكي منذ 90 عاماً، بدأ الرئيس باراك أوباما أمس زيارة تستغرق يومين إلى كوبا، في رسالة قوية لتأكيد ما أعلنه، من قبل، عن عزمه الاستمرار في تطبيع العلاقات بين البلدين والتأكيد على أن سياسة الحظر التي تطبقها الولايات المتحدة على كوبا، هي سياسة فاشلة”.
أما “السفير” اللبنانية، فتقول “ثمة تشابهاً مثيراً للانتباه بين الزيارتين الرئاسيتين المفصولتين بالسنوات الثماني والثمانين، فبزيارته هافانا، يود أوباما إخراج البلدين المتخاصمين من الطريق المسدود، وهي المهمة ذاتها التي سعى اليها كوليدج، الذي سعى يومها الى احتواء الغضب الذي أثارته السياسات الأميركية اتجاه أميركا اللاتينية”.
وفي “الرأي” الأردنية، يقول محمد خروب: “أوباما في كوبا يعني أن أمريكا انتقلت الى طور جديد في سعيها لشطب والغاء ما تبقى من الشيوعية في حديقتها الخلفية السابقة رغم انها عانت وما تزال من عودة اليسار الماركسي والشعبي الى معظم دول اميركا الجنوبية، ليس عبر البنادق والثورات بل عبر صناديق الاقتراع وهو ما اقلقها وزاد من ارتباكها في التعامل مع ذلك اليسار الناهض الذي يجد تأييداً واسعاً لدى جمهور اللاتينيين”.
المصدر: وكالات