قدرت منظمة أوروبية معنية بصناعة الشيكولاتة أن ميبيعاتها في العالم تصل هذة السنة إلى 100 بليون دولار، فهي صناعة عالمية هائلة متواصلة النمو.
وأهم التحديات التي تواجهها أن الشيكولاتة تذوب بسرعة في الطقس الحار المعتاد، وفي بلادنا من المعروف أن الباعة يحجمون عن التعامل فيها ما لم تكن لديهم ثلاجات ملائمة مما يخفض كثيرا من مبيعاتها، لذلك كان الأمل دائما التوصل إلى صناعة شيكولاتة لا تذوب في الحر.
والآن تتصدى واحدة من أهم جامعات العالم لتحقيق هذا الأمل القديم.
أعلنت جامعة “كمبريدج” البريطانية أنها بدأت أكبر برنامج من نوعة للبحث والتطوير للتوصل إلى شيكولاتة تحتفظ بقوامها المتماسك من دون حفظها في ثلاجات في الدول الحارة.
ويقوم بالرنامج قسم الهندسة الكيميائية والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة، متعاونًا مع علماء أوروبيين، وبتمويل من صناعة الشيكولاتة في أوروبا.
بالتعبير العلمي: المطلوب التوصل إلى “شيكولاتة مستقرة حراريًا”، ومن أجل هذا يعمل الآن فريق متكامل من الفزيائيين والكيميائيين وعلماء المواد وهندستها في “كمبريدج”.
الذي يجعل الأمر صعبًا ومعقدا إلى هذا الحد: أنة إذا كان المطلوب مجرد الحصول على شيكولاتة لا تذوب في الحر فحسب لكان سهلًا نسبيًا، لكن المطلوب في الوقت نفسة المحافظة على الخواص الأخرى المطلوبة للشيكولاتة، وفي مقدمتها الطعم اللذيذ.
المفارقة العجيبة أنة بينما يزرع الكاكاو والذي تصنع منه الشيكولاتة في بلدان إستوائية حارة، فإن الناس في هذة البلدان لا يأكلونها إلا على نطاقات محدودة، لأن الحرارة تمنع الإحتفاظ بها متماسكة، ولذلك فإن الهدف التجاري للبرنامج فتح أسواق أوسع أمام الشيكولاتة في البلدان الحارة، خصوصًا البلدان الخليجية العربية الغنية.
تفيد “منظمة الكاكاو العالمية” بأن التوسع في صناعة الشيكولاتة معناة التوسع في زراعة الكاكاو، وهو أمر طيب لإقتصاد دول نامية، ففي غانا وساحل العاج- حيث نحو 70% من زراعات الكاكاو في العالم- هناك أكثر من 2 مليون مزارع صغير يزرعون الكاكاو.
وتفيد منظمة صانعي الشيكولاتة والبسكويت الأوروبية المعروفة إختصارًا باسم “كاو بيسكو” أن الجهد المبذول في جامعة “كمبريدج” ليس الوحيد من نوعة لكنة الأكبر والأهم، وهناك جهود علمية تقوم بها صناعة الشيكولاتة الأمريكية في الإتجاة نفسة.
قد يبدو غريبًا أنة وقت بعث الإنسان فية بمركباتة إلى المريخ لا يزال يحاول أن يصنع شيكولاتة لا تذوب في الحر.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”