ضمن أبنية “المركز القومي للبحوث” في حي “الدقي” في “القاهرة الكبرى”، يوجد معهد علمي لا يتبع المركز، إذ لا يوجد نظراؤه إلا في الدول المتقدمة، وهو يؤدي دورة في صمت وهدوء.. من دون ضجيج إعلامي.
إنة “المعهد القومي للقياس والمعايرة”، وأكبر معهد من هذا النوع يوجد في الولايات المتحدة، بالتحديد في مدينة “جايثر سبرج” بولاية “ماريلاند”، إنة “المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا” الذي يعرف إختصاًرًا باسم “نيست”، ولاحظ أن إضافة “التكنولوجيا” إلى اسم هذة المنشأة العلمية الفخمة لم يأت اعتباطًا.
فالواقع أن المعهد يضع أصابعة في كل مجالات التكنولوجيا من دون استثناء وهو يقود الآن جهدًا عاميًا ذا أثر جوهري في التقدم العلمي، إذ يهدف إلى تطوير نظام عالمي جديد للقياس، لا يقتصر أثرة على دولة دون أخرى.
بعد أن وصلت المركبات الفضائية المريخ، تعالت أصوات لعلماء لهم وزنهم تطالب بإيجاد نظام عالمي جديد لقياس الكميات، قائلة بأنة من غير المعقول أن نظل اليوم نعمل بنظام وضعت أسسه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر!
نظام القياس الحالي استقر رسميًا في العالم سنة 1960، وأطلق علية نظام “إس إي” وهو إختصار للعبارة ” سستم إنترناسيونال” الفرنسي، فجذورة تعود إلى ظهور ما عرف ” بالنظام المتري” إبان “الثورة الفرنسية”.
نعم لقد نجح هذا النظام في مواكبة التقدم، لكن هل أصبح من اللازم إيجاد نظام عالمي جديد للقياس؟ بمعنى هل من الطبيعي أن تكون له حدود معينة تتوقف عندها صلاحيته؟
تؤكد مجلة “فزيكس توداي” التي يصدرها ” معهد الفيزياء الأمريكي”أن خطوات مهمة يجري إتخاذها الأن نحو نظام عالمي جديد للقياس، سوف تنعكس أثارة على التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم كله، وإنطلاقًا إلى هذا الهدف بتصميم وتنفيذ معدات معقدة جدًا (تظهر واحدة منها في الصورة المصاحبة للقياس)للقياس.
وإعتبرت المجلة السنة الجارية -2014- سنة ذات أهمية خاصة في هذا الشأن.
المتوقع ألا يتم التحول التام عن نظام “إس أي” لكن العمل في إطاره، أو على الأقل أن يتم التحول -إن حدث- على أمد طويل جدًا، حتى لا يحدث إرتباك لا تحمد عقباة في القياسات.
إن “الأباء المؤسسين” لنظام ” إس أي”، لكن التقدم الراهن- والمستقبلي- لم يكن ليخطر لهم على بال، من غير المتصور في الوقت نفسة أن يعمل العلماء في القرن الحادي والعشرين بنظام للقياس أقرة “نابليون بونابرت”!
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل