أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن الاجتماع الوزاري الذي انعقد اليوم الخميس وضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس إلوود والمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تمخض عن الخروج بخارطة طريق للوصول إلى حل نهائي للأزمة اليمنية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى للجبير ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب الاجتماع الوزاري المشترك بجدة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى مع جون كيرى ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس إلوود والمبعوث الاممى لليمن اسماعيل ولد الشيخ.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير -في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري- إن اليوم شهد عقد جلسة للمجموعة الرباعية تضم السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا، تشاور المجتمعون خلالها حول الأوضاع فى اليمن بمشاركة المبعوث الأممي، وإن اللجنة اطلعت على أحدث مستجدات الوضع اليمني أعقبها الاجتماع الوزاري الموسع.
وأضاف أن المباحثات تركزت على الأزمة اليمنية وكيفية دفع العملية السلمية للوصول إلى حل مبنى على المرجعيات الثلاث؛ وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن، وأن المشاركين أكدوا رفضهم الخطوات أحادية الجانب الذي اتخذها الحوثي صالح بما فيها الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي في اليمن.
وتابع بالقول “استطعنا الخروج برؤية (خارطة طريق) لليمن وتم بحثها مع المبعوث الأممي للوصول لحل نهائي وسيبحثها ولد الشيخ مع الأطراف اليمنية”، مؤكدا دعم المجتمعين لهذه الجهود لاستئناف المفاوضات والوصول لحل سلمي لإعادة البناء والاستقرار في اليمن.
وأوضح الجبير أن المشاركون بحثوا التدهور فى المؤسسات اليمنية وخاصة المؤسسات المالية، مشيرا إلى أن الرياض احتضنت مؤخرا اجتماعا للبحث في كيفية الحفاظ على المؤسسات اليمنية من التدهور الحادث فيها بسبب تصرفات “الحوثيين- صالح”.
وطالب الجبير الحوثيين بفك الحصار عن المدن اليمنية لإدخال المساعدات الإنسانية، مناشدا جميع الأطراف اليمنية للاستجابة والعمل مع المبعوث الأممي لإخراج اليمن من أزمتها الحالية.
من جانبه، أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى أن مباحثاته مع المسئولين السعوديين والخليجيين تناولت قضايا المنطقة فيما تركزت على الأزمة اليمنية لإنهاء العنف فى اليمن وإنهاء الحرب.
وقال الوزير الأمريكي “إذا لم نجد حلا للحرب يلبي الاحتياجات الخاصة بأمن المملكة العربية السعودية وفي نفس الوقت يوفر للأقلية الحوثية الشراكة لأن يكونوا جزاء من حكومة مستقلبية، فإن الوضع في اليمن سيمضى للأسوأ”، مؤكدا ضرورة استعادة الاستقرار في اليمن ومنع جماعات مثل القاعدة و”داعش” من التقدم في ظل هذا الفراغ السياسي، وضرورة الاتفاق على خطة لإنهاء القتال وتحقيق سلام دائم.
وأضاف أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن المملكة العربية السعودية، وأن بلاده قلقة بشأن الهجمات الحوثية على أراضي المملكة، ومؤكدا حق المملكة في الدفاع عن نفسها، وأن التهديد يتمثل في شحن الصواريخ والأسلحة إلى اليمن ويمتد للمنطقة كلها والى الولايات المتحدة ولا يمكن أن يستمر.
وأعرب عن قلق بلاده من الوضع الانساني الذى يواجهه اليمن، وأعلن رفع مساعدات الولايات المتحدة المقدمة لليمن إلى 189 مليون دولار جراء الأزمة الإنسانية التي يواجهها، وحث جميع الدول على زيادة إسهاماتها في المساعدات لكافة المناطق اليمنية.
وحمل كيري الحوثيين مسئولية عرقلة مباحثات السلام في الكويت، وقال “ظننا أنه تم التوصل إلى اتفاقية مع الحوثيين غير أنه في الدقيقة الأخيرة قرر الحوثيون أن يخالفونا جميعا ولذلك وصلنا إلى وصلنا إليه”، و”اتفقنا اليوم على ضرورة إيجاد حل حقيقي سياسي للأزمة اليمنية”، داعيا إلى دعم جهود المبعوث الأممي لوقف إطلاق النار وإعادة مفاوضات السلام إلى مسارها.
وتابع بالقول “اتفقنا اليوم على مقاربة للمفاوضات، فالمسار السياسي والأمني سيتم توحيدهما في عملية تنفيذية واحدة”، مشيرا إلى أن مجلس التعاون الخليجي اتفق بالإجماع على هذه المبادرة الجديدة وهى مبادرة مكثفة تمنح الجانب الجانب الآخر الثقة للالتزام بها.
وأضاف كيري أن الاتفاقية بخطوطها العامة سوف تشمل فى المرحلة الأولى التشكيل السريع لحكومة وحدة وطنية جديدة وشراكة بين الأطراف تشمل صنعاء ومناطق أخرى ونقل الأسلحة الثقيلة من ضمنها الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق من الحوثيين والقوات الموالية لهم إلى “طرف ثالث”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)