واضح تماما أن الأرصاد الجوية أحرزت – وتحرز – باستمرار مزيدا من الدقة في توقعهاتها : جعل الناس يثقون بها أكثر فأكثر ، ويأخذون بهذه التوقعات في تدبير شئونهم اليومية ، وأصبح عدد من بيانات الأرصاد الجوية فنا إعلاميا متطورا ، وقد جاء هذا التقدم الكبير نتيجة أمور ثلاثة : تطور الأقمار الصناعية المختصة بذلك المجال ، والتوسع في استعمال نظم الكمبيوتر فيه ، ثم التقدم الذي أحرزه علم الأرصاد الجوية أو “المتيورولوجيا” نفسه ، وبما أن الناس يتزايد إقبالهم علي بيانات الطقس ، فقد ظهر الأن اتجاه إلي خصخصة الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة .
تفيد مجلة “أبوجيو” الأمريكية بأن تقديم خدمات أكثر تطورا في مجال التنبؤ بالطقس بات يتطلب اعتمادات مالية متنامية جدا يخشي ألا تلبيها الميزانية الفيدرالية ، فيكون الحل قيام شركات تجارية تعمل علي تقديم هذه البيانات .
وتوضح المجلة المتخصصة في علوم الأرض أنه في أعقاب ملاحظة بعض أوجه القصور في عمل “الوكالة القومية للطقس” خرج مدير الوكالة بتصريحات قال فيها : إن الناس يطالبون بدقة أكبر ، لكنهم لا يدركون التعقيدات التي تواجه هذا ، وقد ألغت الحكومة من ميزانيتها اعتمادات لإدخال تكنولوجيات جديدة لعمل الوكالة وقد يظهر الأثر السلبي لذلك في دقة بياناتها الجوية نحو سنة 2018 .
تؤكد شركات تجارية تعمل في تقديم خدمات المعلومات أنها جاهزة للتدخل وسد العجز ، وأن لديها خططا لوضع أقمار صناعية متيورولوجية في مدارات حول الأرض توفر أرصادا جوية متقدمة جدا يقوم عليها تنبؤ جوي فائق الدقة ، لكن من البديهي إيجاد نظام جديد يتيح لتلك الشركات أن تجني تجاريا ثمار استثماراتها الكبيرة في الأرصاد الجوية ، ويعني ذلك خصخصة – ولو جزئية – لهذه الخدمات لتصبح صناعة تهدف للربح .
وقد تتاح خدمة للبيانات الجوية تجاريا سنة 2018 علي الشبكة العنكبوتية .
يذكر أن تطوير كفائة التنبؤ الجوي لا يقتصر فقط علي زيادة دقته بل هو يمتد إلي زيادة المدة التي يغطيها التنبؤ .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل