قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم الأربعاء برئاسة المستشار محمد مصطفى الفقي، تأجيل محاكمة 12 متهما من هاتكي أعراض السيدات والفتيات بميدان التحرير في 5 قضايا تتعلق بوقائع التحرش وهتك عرض السيدات بميدان التحرير والتي وقعت يومي 3 و8 يونيو الجاري أثناء الاحتفالات بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد، وخلال الاحتفالات بذكرى ثورة يناير إلى يوم الأحد المقبل.
وتلا ممثل النيابة العامة أوامر الإحالة “قرارات الاتهام” في القضايا الخمس واستعرض ما بها من اتهامات بحق المتهمين، مطالبا في ختامها بتوقيع أقصى عقوبة مقررة قانونا بحق المتهمين.
وقام رئيس المحكمة بمواجهة المتهمين بما هو منسوب إليهم من اتهامات وردت بأوامر الإحالة.. فنفوا ارتكابهم للجرائم.
وقررت المحكمة أن تعقد الجلسات المقبلة في القضية بصورة سرية حفاظا على الآداب العامة.
وطلب دفاع المتهمين بالتأجيل حتى يتسنى لهم الحصول على صور رسمية من ملفات القضايا كاملة وتحقيقاتها.
وكان المستشار هشام بركات النائب العام قد أمر في 14 يونيو الجاري بإحالة المتهمين لمحكمة جنايات القاهرة، وذلك في ختام التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة معهم والتي أسندت إليهم ارتكاب جرائم خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة، وتعذيبهن بدنيا، وسرقتهن بالإكراه، والشروع في قتلهن واغتصابهن، وهي الجرائم التي تصل العقوبات فيها حال الإدانة – إلى السجن المؤبد.
والمتهمون في القضايا الخمس هم كل من كريم شعبان علي رزق (19 سنة عامل ببنك مصر فرع عابدين) وأحمد سعيد محمد أحمد (27 سنة – مشرف إضاءة بقناة إم بي سي) ومجدي السيد مصطفى (16 سنة عامل) وعمرو محمد فهيم علي (33 سنة عامل معماري) ومحمد علي عبدالله (22 سنة سايس) وإسلام عصام أحمد رفاعي (20 سنة صاحب مغسلة سيارات) ويوسف زكريا عبدالسلام (23 سنة عامل إضاءة) وعبدالفتاح عثمان حسن (49 سنة بائع) وأحمد إبراهيم حسن (16 سنة عامل بمخبز) وكريم محمد مصطفى (19 سنة) ومحمد فوزي إبراهيم دسوقي (36 عاما عامل بشركة كريستال عصفور) ومحمد مصطفى عبدالقوي (27 عاما صاحب محل أدوات موسيقية).
وكشفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة أسرار الجرائم المشينة التي وقعت بميدان التحرير وأرقت المجتمع، عن قيام الجناة بهتك أعراض النساء مستغلين الزحام الذي صادف الاحتفالات العارمة، في ضوء ما أسفرت عنه الاستحقاقات السياسية التي شهدتها البلاد، كي يفسدوا على المواطنين فرحتهم.
وتبين أن المتهمين عناصر إجرامية اعتادوا ارتياد ميدان التحرير في أوقات الاحتفالات للتحرش بالنساء وسط الزحام، وهتك أعراضهن بالقوة، وسرقتهن بالإكراه.
وأوضحت التحقيقات التي خلالها الاستماع إلى 52 شاهدا بخلاف خبراء مصلحة الطب الشرعي ومصلحة الإدلة الجنائية والجهات الأمنية أنه في ليلة 3 يونيو الجاري، احتشد المواطنون بميدان التحرير، فاندس الجناة بينهم للبحث عن فريسة وحدها بالميدان، وفي الساعة 11 مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها تسيران بجوار الجزيرة الوسطى للميدان، فاتجهوا صوبهما، وقسموا أنفسهم فريقين اختطف أحدهما السيدة البالغ من عمرها 42 عاما وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم وهجموا عليها وشلوا حركتها وأوقوعها أرضا ونزعوا عنها كل ملابسها في شراسة لا يقدم عليها الوحوش الكاسرة.
وذكرت التحقيقات أن الجناة قد ألقوا السيدة أرضا وقاموا بالتعدي عليها بالضرب والركل وحينما حاولت الفرار اصطدمت بإناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين فأصابها بحروق شديدة ورغم ذلك لم يرحمها الجناة بل صنعوا حولها حلقة لم تستطع الضحية الفرار منها ثم بدأوا في هتك عرضها والإمساك بموطن عفتها في خسة ودناءة حتى أصابوها بقطع فيه بلغ 5 سنتيمترات ثم سرقوا متعلقاتها.
وأوضحت التحقيقات أن الفريق الآخر من الجناة قام بمهاجمة ابنتها بذات الطريقة إلى أن تمكنت قوات الشرطة بمساعدة المواطنين الشرفاء من إنقاذهما من براثن الجناة، وضبط عدد من المتهمين مرتكبي الجريمة.
وأشارت التحقيقات إلى أنه في ليلة 8 يونيو وأثناء احتفالات المواطنين بميدان التحرير، عاودت ذات العناصر الإجرامية ارتكاب جرائمهم النكراء، وتمكنوا فيما بين العاشرة والنصف والعاشرة و45 دقيقة مساء من اصطياد 6 من النساء أعمارهن ما بين 17 إلى 42 عاما وفرقوهن عن بعضهن وتوجهوا بهن إلى أماكن مختلفة عند الجزيرة الوسطى بالميدان وبجانب مجمع التحرير وبجوار المنصة في المنطقة الكائنة بين إحدى شركات السياحة وأحد المطاعم الشهيرة تجمعوا حول كل منهن في ذات الحلقة الخبيثة وبدأوا في اصطناع مظاهر الفرحة والتهليل حتى لا ينتبه المواطنون بحقيقة ما يجري داخل كل حلقة وللحيلولة دون سماع صوت صراخ الضحايا.
وهدد الجناة إحدى السيدات باختطاف طفلتيها منها إن لم تسلم نفسها لهم حيث جردوا المجني عليهن من السواتر وهتكوا عرضهن بالقوة وضربوهن بقسوة، وسرقوهن بالإكراه، حتى تمكنت قوات الشرطة والمواطنين من إنقاذهن والقبض على المتهمين.
وأثبتت تقارير الطب الشرعي أن إصابات المجني عليهن تنوعت بين الجروح التهتكية في مواطن العفة، والحروق والسحل والعض الآدمي بأثداء المجني عليهن ومؤخراتهن، والقبض العنيف بالأيدي والأظافر.
وقامت النيابة العامة بإجراء العرض القانوني للمتهمين على المجني عليهن فتعرفن عليهم جميعا وأكدن أنهم كانوا ضمن الجناة الذين تعدوا عليهن.
كما أكدت تحريات الجهات الأمنية تورط جميع المتهمين بارتكاب تلك الوقائع.
وكانت النيابة العامة قد تمكنت من التوصل إلى مرتكب الحادث الذي تعرضت له فتاة شاركت في احتفالات ذكرى ثورة يناير بميدان التحرير وتبين أن الجناة تعدوا عليها بذات الطريقة بعد استدراجها داخل الحلقة البشرية.
المصدر: أ ش أ