اعتدنا أن نراها في احتفالات الموالد الشعبية ، وهي عنصر أساسي في مدن الملاهي : ومع أنها من معدات اللهو والتسلية ، إلى أن مايحدث الآن من تطور مذهل فعلاً في هندسة عجلات الملاهي الدوارة التي يطلق عليها “الساقية” يجعلها جماعاً لتقدم عدة تكنولوجيات : أهمها الميكانيكا والتحكم الآلي .
إن أعلى نقطة يبلغها ارتفاع الواحدة من الجيل الجديد من هذه العجلات سيصل قريباً إلى 200 متر ، سيبلغها راكب المقصورة معلقاً في الهواء وهو يحظى بكل عوامل الأمان التام .
من الحقائق التي أعلنت في مؤتمر ومعرض شهدته مدينة “لاس فيجاس” الأمريكية ..نجد أن مدينة للملاهي بدأ تشغيلها في ولاية “نيفادا” بلغت تكلفتها 550 مليون دولار ! وأهم ماتضمن “الساقية” التي تحقق الرقم القياسي لساقية تعمل بالفعل حالياً في الارتفاع ، وهو 168 متراً ، وقد استغرق تركيبها عامين .
مثبت على محيط عجلة الساقية 28 مقصورة مغلقة للركاب ، تتسع الواحدة لركوب 40 شخصاً .. أي حمولة العجلة الإجمالية 1220 راكباً ! وتتم دورتها في نحو 30 دقيقة .
لامجال للقصور أو الخطأ في تشغيل آلة جبارة كهذه .. تتعلق بها أرواح مثل ذلك العدد من الناس ، ومن هنا تأتي أهميتها كإنجاز هندسي .. تمكن الاستفادة من ثماره في مجالات أخرى كثيرة ، فالقائمون على تصميم وتنفيذ مشروعات عجلات الملاهي العملاقة الجديدة يؤكدون أن معامل الأمان فيها يبلغ مئة في المئة لا أقل .. وهو أفق لازم لمجالات كثيرة .
ومع هذا .. فإن من التكنولوجيات التي التي تتطور سريعاً “تكنولوجيا الاستجابة للطوارئ” ، وهي هنا في قمتها : وهي مقسمة 5 مستويات ، الخاص منها يسمى “الاستجابة لخطر كارثي في التشغيل” مع أنه من الممكن اعتبار هذا المستوى منعدماً عملياً .
في نيويورك .. يجري العمل الآن في ساقية جديدة تحطم أرقامها كل الأرقام السابقة ، وهناك الكثير سيظهر في ذلك الجيل الجديد من تلك الآلات العملاقة .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل