أعلنت الرئاسة التركية في بيان بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي، أن تركيا تستعد الاثنين لأن تمدد مرة أخرى حالة الطوارىء التي أعلنت في أعقاب محاولة الانقلاب في 15 يوليو.
وأضاف البيان أن المجتمعين أوصوا الحكومة خلال هذا الاجتماع الذي ترأسه الرئيس رجب طيب إردوغان، “بتمديد حالة الطوارىء، للاستمرار في تطبيق التدابير التي تتيح حماية حقوق مواطنينا وحرياتهم”.
وفي إجراء شكلي، لا يزال يتعين على الحكومة أن توافق رسميا على الاقتراح، خلال جلسة لمجلس الوزراء تعقد مساء الاثنين في أنقرة.
وبعد الموافقة عليه، سيكون التمديد الجديد لحالة الطوارىء، التمديد الخامس منذ اعتماد هذا التدبير، بعد الانقلاب الفاشل.
وتمنح حالة الطوارىء قوات الأمن التركية الكثير من الصلاحيات الإضافية.
وقد مددت حالة الطوارىء التي أعلنت في 20 يوليو، أربع مرات حتى الآن، ثلاثة أشهر في كل مرة: في اكتوبر وفي يناير وفي أبريل وفي يوليو.
وفي اطار حالة الطوارىء، تدأب السلطات التركية على ملاحقة الأنصار المفترضين للداعية الإسلامية فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب، إلا أنه ينفي ذلك.
وبالإضافة إلى الانقلابيين المفترضين، شملت عمليات التطهير أيضا معارضين مؤيدين للأكراد ووسائل إعلام تنتقد الحكومة ومنظمات غير حكومية.
ومنذ الانقلاب الفاشل، اعتقل أكثر من 50 الف شخص وفصل أكثر من 100 الف من وظائفهم.
قال المتحدث الرسمي بكر بوزداغ أيضا إن مجلس الوزراء التركي وافق على توصية من مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان لتمديد حالة الطوارئ ثلاثة أشهر. كانت حالة الطوارئ قد فرضت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي.
ووافق مجلس الوزراء التركي اليوم الاثنين (16 أكتوبر 2017) على إغلاق المجال الجوي إلى شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد وقال إن تركيا بدأت العمل لتسليم السيطرة على معبر الخابور الحدودي الرئيسي مع إقليم كردستان إلى الحكومة المركزية العراقية.
وتصاعد التوتر نتيجة للاستفتاء الكردي على الاستقلال الذي أجري الشهر الماضي. وحظرت تركيا الرحلات من وإلى إقليم كردستان العراق بعد هذا الاستفتاء الذي أكدت رفضها له، كما اتخذت إيران خطوة مماثلة.
وتشعر انقرة بالقلق من أن التحركات باتجاه استقلال كردستان العراق قد تؤجج الحركات الانفصالية لدى السكان الأكراد في تركيا القائمة منذ عقود.
وقال مسؤولون في مطار اربيل في وقت سابق إنه تم تعليق الرحلات التجارية الدولية اعتبارا من الشهر الماضي نتيجة الحظر الذي فرضته الدول المجاورة.
وكان إردوغان قد أشار إلى أن تركيا ستغلق المجال الجوي وتغلق الحدود الى المنطقة الكردية.
وشدد البيان على أهمية الخطوات التي اتخذتها الحكومة المركزية العراقية في محافظة كركوك، لبسط سيادتها الدستورية على كامل البلاد.
وأكد على أهمية محافظة القوات العراقية على العمق التاريخي لكركوك بعد محاولات تغيير ديموغرافي تعرضت لها المحافظة، لافتا إلى حساسية الملف بالنسبة لتركيا.
من جهتها قالت القوات المسلحة التركية في بيان إن جنديين تركيين قتلا اليوم الاثنين في انفجار عبوة ناسفة بشمال العراق.
وقال الجيش أيضا إن ثمانية مسلحين قتلوا في غارات جوية أعقبت اشتباكا بين القوات المسلحة والمسلحين. في حين بدأت أنقرة العمل على تسليم معبر الخابور الحدودي مع شمال العراق إلى حكومة بغداد.
وأبدت تركيا استعدادها “للتعاون” مع الحكومة العراقية لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، المنظمة المصنفة “إرهابية” من قبل أنقرة، من الأراضي العراقية، كما أعلنت وزارة الخارجية التركية الاثنين.
وقالت الوزارة في بيان “نحن مستعدون لأي شكل من أشكال التعاون مع الحكومة العراقية لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية”.
وتؤكد بغداد أن عناصر من حزب العمال الكردستاني متواجدون في كركوك وهو ما ينفيه مسؤولون أكراد عراقيون لكنهم أقروا بوجود “متعاطفين” مع الحزب.
المصدر : (د ب أ، أ ف ب، رويترز)