قد يكون عجيبًا فعلًا أن يحدث هذا التطور المتلاحق المستمر في الأجهزة الإلكترونية صغيرة الحجم – من أجهزة “الريموت كنترول” البسيطة نسبيًا حتى أجهزة المحمول متزايدة الإمكانات والتعقيد – من دون أن يواكب ذلك ويوازيه تطور مماثل في البطاريات الكهربائية التي تمدها بالطاقة : يبدو تطوير بطاريات كهربائية أمرًا بسيطًا جدًا إلى جوار تطوير أجهزة إلكترونية معقدة ، إلا أن هذا في الظاهر فقط : أما في حقيقة الأمر فإن التطور الراهن في إيجاد بطاريات طويلة العمر بنسب كبيرة تطلب مثلًا إشراك عالم حاصل على جائزة “نوبل” في الفيزياء ! لكن الجهد العلمي المبذول في هذا الصدد يوشك أن يحقق نتائج طيبة جدًا .
في “جامعة ستانفورد” الأمريكية : حققت الأبحاث عاى نوع ثوري من البطاريات يسمى “ليثيوم – آيون” أو بصورة مختصرة “لي – آيون” نتائج مهمة ، تجعله في الأسواق قريبًا : ليكون تحولًا جذريًا في أطوال أعمار البطاريات الكهربائية .
لو تحدثنا بلغة الكيمياء قليلًا : فإن هذه البطاريات تعتمد على مادتين أساسهما عنصر “الليثيوم” هما “أكسيد الليثيوم كوبالت” و “أملاح الليثيوم” .
لقد ولدت بطاريات “لي – آيون” سنة 1991 ، ومنذ ذلك التاريخ وهي تتطور ، وقد استعملت في مجالات متعددة .. ولكن على نطاقات ضيقة ، وهاهي تقترب من أن تكون بين أيدي الناس في حياتهم اليومية لتحل مشاكل منها مشكلة قطع المكالمات بالمحمول بسبب نفاد الشحن الكهربائي سريعًا .
إن الفريق الذي يعمل في “ستانفورد” لتحقيق ذلك الهدف يضم مثلًا “البروفسور ستيفن تشو” الحاصل على جائزة “نوبل” في الفيزياء ، ويؤكد هذا الفريق أن سعة الطاقة الكهربائية لبطارية “لي – آيون” تعادل خمسة أضعاف مقابلتها في أفضل بطارية مماثلة لها في الحجم متوفرة تجاريًا حاليًا ، والأفق مفتوح لمزيد من الأضعاف مستقبلًا .
من زاوية أخرى : فإن النانوتكنولوجي يسمى “أغلفة النانو” أو “النانو سفيرز” بالإنجليزية تعتمد عليه البطاريات الجديدة ، وهو يرتكز على أغشية رقيقة جدًا مصنوعة من الكربون سمك الغشاء منها جزء من 5000 من سمك الشعرة البشرية .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل