تكرس العالمة الكرواتية الكيميائية “تبيهانا فوس – ديزيليك” حياتها العلمية التي بدأتها في “جامعة زاجرب” في كرواتيا لهدف واحد: مواجهة تزايد أخطار الأتربة في بيئات العمل التي تفرض على العاملين فيها التعرض لكميات كبيرة منها، والتي تتزايد التحذيرات من أثارها الصحية الضارة بصحة العاملين.
إذا كان من البديهي أن استنشاق كميات كبيرة من الأتربة يلحق بصدور العاملين ضرراً صحياً مؤكداً: فإنة وفقاً ما توضحة “د. فوس – ديزيليك” يظهر إجراء مزيد من البحوث أبعاداً أعمق للمشكلة، من أبرزها أن ذلك في عديد من الأحيان وجود خطر الإشعاع! هذا لانه في بعض مواقع العمل تحتوي الاتربة على مواد مشعة.
وطبقاً لما أعلنة “المعهد القومي للسلامة والصحة المهنية” في الولايات المتحدة: فإن “السليكا” التي تتكون منها الرمال يسبب تسربها إلى أجسام العاملين في مواقع الحفر الرملي أضرار بالغة، مالم تراعى تقنيات دقيقة لتلافي هذه الأثار.
يبدو الاهتمام بهذا الموضوع أكثر فأكثر بعد ظهور مايعرف “بالبترول والغاز غير التقليديين”، اللذان أحدث تحولا هائلا في عالم الطاقة الأن..
فهذا المصدر يعتمد على أسلوب في التنقيب يسمى “التكسير المهيدروليكي”، ومن شأن هذا الأسلوب تعريض من يستخدمونه لمقادير كبيرة من الغبار الخطر على الصحة: ولما كان ذلك الأسلوب ينتشر انتشار مستمراً هائلا في أنحاء واسعة جدا من العالم، فقد بات من الحتمي إيجاد الوسائل الكفيلة بوقاية العاملين فيه.
كتبت “د. فوس – ديزيليك” مقالة في مجلة “وورلد أويل” البترولية العالمية: أكدت فيها أن صناعة “التكسير الهيدروليكي” حافظت على نمو مستمر كبير خلال الأعوام العشرة الماضية، وخلال السنة الماضية 2014 وحدها تضاعف حجمها 10 مرات بالمقارنة مع سنة 2013! وبالتالي اتسع الخطر على العاملين في التنقيب عن مصادر الوقود غير التقليدي.
العالمة الكرواتية سجلت 7 براءات اختراعات في مجال الوقاية من مضار الأتربة على العاملين، وهي توضح في مقالتها أنها أجرت أبحاثا لتعيين مقادير “السليكا” التي يستنشقها العاملون في بعض مواقع تلك الصناعة: فوجدت أنها تبلغ أحيانا عشرة أضعاف المعدلات المسموح بها.
المحرر العلمي لقناة النيل: مجدي غنيم