حدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو 12 مطلبا يتعين على إيران تنفيذها من أبرزها وقف دعمها للإرهاب وتهديداتها لدول الجوار والانسحاب من سوريا ووقف تخصيب اليورانيوم وعدم تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي وأن تضمن الدخول المتاح لوكالة الطاقة الذرية للتفتيش على الأماكن لإيرانية المطلوبة .
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية الأمريكي اليوم أعلن فيها استراتيجية واشنطن تجاه إيران مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية ستشمل فرض ضغوط وعقوبات هي الأقسى في التاريخ.
وتابع قائلا:- إننا سنعمل مع شركائنا وحلفائنا على وقف نفوذ إيران في المنطقة.
وكشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أن سبب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني جاء بسبب إخفاق الاتفاق في ضمان أمن الأمريكيين من زعماء إيران .
وقال بومبيو إن انسحاب بلاده جاء لعدم ضمان الاتفاق لأمن الأمريكيين، مشددا على رفض بلاده للبرامج الصاروخية التي تستخدمها إيران والصواريخ التي تنهمر على الرياض بشكل يومي .
وتابع ” انسحبنا من الاتفاق بسبب الأخطاء الموجودة فيه، ونحن نريد فقط أن يكون هناك ترتيبات مستقبلية حتى لا نعيد نفس الأخطاء مرة أخرى، رأينا جميعا أن إيران كذبت على مدي سنوات بشأن برنامجها النووي، والاتفاق دخلته بنية سيئة وحتى اليوم لا يزال النظام الإيراني يكذب حول هذا الشأن ” .
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن بلاده ستفرض ضغوطا مالية غير مسبوقة على النظام الإيراني، وأن تلك الضغوطات ستؤلم النظام الإيراني إذا لم يغير مساره التدميري، مشيرا إلى أنه أمام إيران خيارين فقط، إما أن تبقى قواتها داخل بلادها أو تخنق اقتصادها وترسل قواتها إلى الخارج لأنه من الصعب أن تقوم بالأمرين معا، مشددا على أن واشنطن ستعمل مع حلفائها في المنطقة لاحتواء الخطر الإيراني.
وأضاف بومبيو، أن بلاده ستعمل على تعزيز حرية الملاحة في المنطقة، كما ستواجه نشاطات إيران على الإنترنت، وستلاحق الشبكات التابعة لها، مؤكدا أن واشنطن ستدعم الشعب الإيراني الساخط على النظام، لافتا إلى همجية النظام في التعامل مع شعبه في التظاهرات و بخاصة النساء.
واتهم النظام الإيراني، بإمداد الجماعات الإرهابية في الخارج بالملايين من الدولارات، معربا عن أمله في أن يعود النظام الإيراني إلى رشده ويدعم تطلعات شعبه.
وشدد أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يضمن أنها لن تحصل أبدا على السلاح النووي، وأن نشاطاتها المزعزعة للاستقرار يجب أن تتوقف.
وأشار الوزير إلى أن نشاطات إيران كما ظهرت خلال الأعوام الماضية تظهر أنه لا يمكن الفصل بين البرنامج النووي والنشاطات الأخرى غير النووية لإيران، لافتا إلى أنه ينبغي على إيران أن تعلن للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كافة تفاصيل برنامجها النووي، وأن يكون هناك تدقيقا وتوثيقا في كل ما تقوله، كذلك ينبغي على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم، وهذا يتطلب منها إغلاق مفاعلها للماء الثقيل.
وطالب بضرورة أن تقدم إيران للوكالة الدولية كل التسهيلات للوصول إلى كافة الأماكن التي تريد الوصول إليها.
ودعا إيران إلى إطلاق سراح كل المواطنين الأمريكيين، وكل الأجانب المحتجزين لديها تعسفيا، ووقف دعمها “لحزب الله” وحركة “حماس” ، واحترام سيادة العراق، والتوقف عن دعم الميليشيات الشيعية هناك”.
واستطرد بومبيو قائلا: “ينبغي على إيران كذلك أن تتوقف عن دعمها للميليشيات الحوثية في اليمن وأن تعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة هناك، مطالبا بانسحاب كل القوات الإيرانية من سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، “إن العديد من جيران إيران متضررون من نشاطاتها السيئة في المنطقة، وما يفعله النظام الإيراني يمثل تهديدا لحلفائنا في المنطقة كالسعودية والإمارات وغيرها من الدول، وخلال مفاوضتنا مع الأوروبيين أكدوا أنهم يشاركوننا نفس القلق من أفعال إيران وطالبونا بضرورة إيقاف نشاطاتها”.
وأضاف الوزير الأمريكي: “إذا التزمت إيران بما نطلبه، فإننا سنتخذ خطوات لمساعدة الشعب الإيراني، ونحن مستعدون لإنهاء كل العقوبات عن النظام الإيراني وسنكون سعداء حتى تكون هناك علاقات دبلوماسية بيننا، كما سنساعد إيران في المجال التكنولوجي.. والعمل على مساعدة الاقتصاد الإيراني وإعادته للنظام الدولي”.
وشدد بومبيو على أن كل ذلك سيأتي إذا رأت بلاده أفعالا وسياسات ملموسة من الجانب الإيراني، مشيرا إلى أن الجميع يعي حق إيران في الدفاع عن شعبها ولكن بدون أن تنتهك سيادات دول أخرى، متمنيا أن تحظى جهودهم بدعم من الكونجرس والشعب الأمريكي.
وتابع قائلا: “نريد من الأستراليين والبحرينيين والمصريين واليابانيين والسعوديين والكويتيين والإماراتيين أن ينضموا إلينا في هذه الجهود ضد النظام الإيراني.. ونعلم أن تلك الدول تتقاسم معنا نفس الأهداف وتفهم التحديات التي نفهمها ونرحب بأي دولة متعبة من الإرهاب ومن الاتفاق النووي بالانضمام إلينا”.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على محاسبة من يقومون بنشاطات غير مشروعة في إيران، قائلا: “إن حلفاءنا وأصدقاءنا يبقون على الاتفاق النووي.. وهذا قرارهم وهم يعرفون موقفنا”.
وتساءل قائلا:” ماذا قدم الحرس الثوري الإيراني خلال السنوات الماضية للشعب الإيراني؟”، موجها رسالة لخامنئي قائلا:”إنك لن تعيش إلى الأبد وهذا النظام لن يدوم أيضا إلى الأبد”، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني دفع ثمنا غاليا وحان الوقت للمرشد وللنظام بأن يحققوا تطلعات شعبهم.
واستطرد: “نحن لسنا مثل الإدارة الأمريكية السابقة، نحن نريد نتيجة إيجابية للشعب الإيراني وليس للنظام الإيراني”، مضيفا: “إذا شك الزعماء الإيرانيون في إدارة رئيسنا فلينظروا إلى ما حدث في كوريا الشمالية”، مشددا على أن نشاطات روحاني وآية الله خامنئي سوف يتم الرد عليها بحزم وعزيمة.
ونوه بومبيو بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف مع ضحايا النظام الإيراني الذين دفعوا ثمنا غاليا نتيجة تشدد زعمائهم، متمنيا أن يعود الشعب الإيراني إلى ثقافته وحضارته وتعاونه مع جيرانه.
المصدر : أ ش أ