شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، حفل تخريج الدفعة الأولى من كلية الطب بالقوات المسلحة (دفعة المشير محمد عبد الغني الجمسي) بقاعة مؤتمرات “المنارة” بالقاهرة الجديدة.
حضر الاحتفال المشير حسين طنطاوي والمستشار عدلي منصور والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وكلية الشرطة.
وبدأت مراسم الاحتفال عقب وصول الرئيس السيسي إلى قاعة المؤتمرات، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم قراءة الشيخ خالد الجارحى، عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن اهتمام المصريين منذ فجر التاريخ بالطب، واهتمام القوات المسلحة بتخريج عناصر متخصصة في هذا المجال الحيوي.
وتناول الفيلم التسجيلي دور القيادة العامة للقوات المسلحة في عام 2013 في إنشاء كلية الطب بالقوات المسلحة، حيث تم في 14 يوليو عام 2013 إصدار القانون رقم 74 لعام 2013 بإنشاء الكلية لتستوعب 200 طالب كنواة للكلية في عامها الأول ليصل المستهدف إلى 1200 طالب تم استقبالهم على مدار 6 سنوات.
وأوضح الفيلم التسجيلي أنه تم وضع مناهج الكلية بالتعاون مع كليات طب القصر العيني بجامعة القاهرة وكلية طب جامعة عين شمس وكلية الطب بجامعة قناة السويس، وأشار الفيلم إلى أن الكلية تضم العشرات من الأقسام العملية المختلفة وسط تنوع في التخصصات في شتى المجالات.
وتتنوع منشآت الكلية، بحسب الفيلم، حيث تضم قاعة كبرى للمؤتمرات ومدرجات المحاضرات ومعامل للمهارات وتجهيزات لممثلات تعليمية وتدريبية تساعد الطلبة في مجالات الكشف والعلاج وقاعات دراسية وقاعات متعددة الأغراض، وأحدث التقنيات في مجال نقل الصورة عن بعد، وأحدث الوسائط التفاعلية بنظام الرؤية ثلاثية الأبعاد لمساعدة الطلبة على تخيل كافة العمليات الفسيولوجية للجسم البشري، إلى جانب تجهيزات إدارية على مستوى عال من الكفاءة اللوجستية.
وتنقسم برامج التعليم في كلية الطب بالقوات المسلحة إلى برنامج بكالوريوس الطب والجراحة وبرنامج المواد الطبية والعسكرية، ومن أبرزها الطب البحري والأعماق، وطب الطيران والفضاء، وبرنامج المواد العسكرية، وتلتزم الكلية بتطبيق المعايير العالمية.
وأوضح الفيلم أن الكلية لم تألو جهدا في التعاون مع المؤسسات التعليمية المحلية والدولية وتم حضور ثلاث مسابقات دولية في 3 سنوات متتالية بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت الكلية على المستويات الثالث والأول والثاني في مسابقة “آي جيم”.
كما أرسلت كلية الطب بالقوات المسلحة وفودا للتدريب مع العديد من الدول مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان والهند وباكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن أبرز ما قامت به الكلية توقيع بروتوكول تعاون مع كلية الطب بجامعة ولاية ميتشيجن بالولايات المتحدة الأمريكية وقاموا بمراجعة المناهج الدراسية لنظام 6 سنوات دراسية، بالإضافة إلى سنة امتياز، ومنحت جامعة ولاية ميتشيجين شهادة للطلبة الخريجين بكلية الطب للقوات المسلحة، وقامت بإهداء الكلية عددا من الكتب تعبيرا منها عن تقديرها لأهمية الكلية.
وفي مجال التقييم المستمر لطلبة الكلية قامت جامعة ولاية ميتشيجن لعقد اختبار دولي، وباشراف كامل من وفد من الجامعة اثناء دراستهم للكلية، وقامت الكلية أيضا بالاشتراك في أحد أكبر بنوك الأسئلة الدولية (بنك الاسئلة الكندي).
ويتم سنويا سفر وفد من الكلية للتدريب بجامعة (امبيريال كوليدج) بالمملكة المتحدة، كما استقبلت الكلية عددا من الوفود من الدول الصديقة والشقيقة، كذلك قامت الكلية بتفعيل برنامج المشاركة المجتمعية لتوعية طلبة المدارس من مراحل التعليم الأساسي والثانوي ضد أمراض السرطان.
وعقب عرض الفيلم التسجيلي، تم عرض بيان عملي لمداهمة إحدى البؤر الإرهابية، حيث استعرض الطلبة مهاراتهم الطبية في التعامل مع الإصابات المختلفة على نماذج من المحاكيات المتعددة. ففي الحالة الأولى: مصاب بكدمات متعددة في منطقة البطن والصدر، وصعوبة في التنفس، نتيجة التعرض لموجة انفجارية، وتم تسليم الحالة للفريق الطبي الذي قام بانقاذ المريض.. وفي الحالة الثانية: مصاب بإصابات متعددة بالجسم ونزيف شديد وتدهور بدرجة الوعي، بعد قيام المسعف بالإبلاغ عن المصاب، قام قائد الفريق الطبي، بتوزيع المهام، وعمل تقييم للحالة مرة أخرى، نظرا لاضطراب وعي المصاب قام أحد الطلبة بمساعدة زميله بعمل اللازم لاستقرار حالته ونقله للمركز الطبي بالمعادي. وقد تم عرض مجموعة من المهارات الإكلينيكية التي تم تدريب الطلبة عليها أثناء دراستهم في برنامج بكالوريوس الطب والجراحة العامة داخل كلية الطب بالقوات المسلحة.
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “مسيرة عطاء” لمهندس حرب أكتوبر المجيدة المشير محمد عبدالغني الجمسي الذي تم إطلاق اسمه على الدفعة الأولى من كلية الطب بالقوات المسلحة. وقد ولد المشير الجمسي عام 1921، وهو من مواليد محافظة المنوفية.
واستعرض الفيلم المناصب التي تقلدها المشير الجمسي في حرس الحدود والمخابرات والوحدات المدرعة وغيرها من المناصب القيادية بالقوات المسلحة، حيث تولى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة للإعداد لحرب أكتوبر، وكرمه الرئيس الراحل أنور السادات بعد الحرب بمنحه نجمة الشرف العسكري، وتم ترقيته في ديسمبر 1973 لرتبة الفريق وتعيينه رئيسا لهيئة أركان حرب القوات المسلحة، ثم عين وزير الحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة، ثم كرمه الرئيس السادات عام 1980 بمنحه رتبة المشير تقديرا لمجمل أعماله في خدمة الوطن.
وعقب عرض الفيلم التسجيلي “مسيرة عطاء”، تم عرض عمل فني غنائي جديد بعنوان “حصاد مصر” من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة. واستعرض الفيلم بعضا من الإنجازات الكبيرة التي حققتها مصر والتي تفتح الطريق أمام جني ثمار ما تم بذله خلال الفترة الماضية.
تلى ذلك، اصطفاف الخريجين على خشبة المسرح، لإعلان نتيجة تخرج الدفعة الأولى لكلية الطب بالقوات المسلحة.
وأعلن نائب مدير كلية الطب بالقوات المسلحة، خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من كلية طب القوات المسلحة دفعة المشير محمد عبد الغني الجمسي، عن نتيجة التخرج بقوله: “بسم الله الرحمن الرحيم عدد الطلبة المقبولين عام 2013 بالدفعة الأولى كلية الطب بالقوات المسلحة 222 طالبا، والطلبة المتقدمون للاختبار النهائي لمرحلة البكالوريوس 200 طالب بنسبة 90 في المائة، وصدق القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي على نتيجة التخرج الدفعة الاولى كلية طب للقوات المسلحة لمن انطبقت عليهم شروط التقدم للامتحان وبلغت نسبة النجاح 100 في المائة، والله ولي التوفيق”.
وعقب إعلان نتيجة التخرج، قام عدد من طلبة الدفعة الاولى بإجراءات تسليم وتسلم القيادة إلى الدفعة الثانية كلية طب القوات المسلحة، ثم قام الطلاب بأداء القسم الذي يتضمن نصه “أعاهد الله أن أحافظ على تقاليد كليتي في الداخل والخارج مطيعا لأوامر قادتي مؤمنا بشعار كليتي”.
وبعد ذلك أعلن مدير إدارة شؤون ضباط القوات المسلحة، قرار التعيين ومنح الأنواط لأوائل الخريجين، قائلا “بسم الله الرحمن الرحيم.. صدق السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة على الآتي:..
**أولا: تعيين خريجي الدفعة الأولى من كلية الطب دفعة المشير محمد عبد الغني الجمسي في رتبة ملازم أول طبيب امتياز تحت الاختبار بالقوات المسلحة اعتبارا من الأول من شهر أكتوبر من العام الحالي.
**ثانيا: منح أوائل خريجي الدفعة نوط الواجب العسكري من الطبة الثانية تقديرا لأدائهم وواجباتهم بتفان وإخلاص أثناء دراستهم بالكلية.. وهم ملازم أول طبيب امتياز تحت الاختبار إسلام صبري عبدالحليم، وملازم أول طبيب امتياز تحت الاختبار مصطفى محمد أمين، وملازم أول طبيب امتياز تحت الاختبار حسام أسامة إبراهيم.
وقام الرئيس السيسي بمنح أنواط الواجب العسكري لأوائل خريجي الدفعة الأولى لكيلة الطب بالقوات المسلحة.
وعقب ذلك قام 5 طلاب من كلية الطب بالقوات المسلحة من باقي السنوات الدراسية بها، بإهداء درع الكلية للسيد رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة، فيما وجه أحد الطلاب كلمة لرئيس الجمهورية قال خلالها “السيد الرئيس إننا حين شرفنا بالالتحاق بكلية الطب بالقوات المسلحة قد أخذنا على عاتقنا أعظم وأشرف مهمتين حماية الوطن والدفاع عن أرضه، ومعالجة وتخفيف الآلام عن أبنائه، واليوم ومع تخرج أول دفعة فنحن على أتم الاستعداد أن نؤدي مهمتنا على الوجه الذي يعزز من شأن ومكانة هذا الوطن”.
وأضاف “سيادة الرئيس إننا نعاههدكم أن نكون على قدر المسؤولية تطبيقا لما تعلمناه وتحقيقا لشعار كليتنا وبهذه المناسبة يسعدنا ويشرفنا أن نهدي لسيادتكم درع كلية الطب بالقوات المسلحة تعبيرا عن انتماءنا وولائنا لوطننا ووقوفنا خلف قيادتكم الرشيدة”.
وحرص الرئيس السيسي على تسلم الدرع ومصافحة الطلاب.
وعقب ذلك قام طلاب الدفعة بحلف يمين الولاء .. ” أقسم بالله العظيم .. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أن أكون جنديا وفيا لجمهورية مصر العربية، محافظا على أمنها وسلامتها، حاميا ومدافعا عنها في البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعا للأوامر العسكرية، منفذا لأوامر قادتي، محافظا على سلاحي لا أتركه قط حتى أذوق الموت والله على ما أقول شهيد”.
وأكد اللواء طبيب عمرو حجاب مدير كلية الطب بالقوات المسلحة أن تخرج الدفعة الأولى من كلية الطب بالقوات المسلحة يعتبر خير دليل على رؤية واهتمام القيادة السياسية بالاستثمار في ملف الصحة.
وقال اللواء حجاب – في كلمته خلال حفل تخرج الدفعة الأولى من كلية طب القوات المسلحة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس – “اتقدم بكل معاني العزة والفخر والشرف والامتنان لكل فكر وكل جهد ساهم فى أن نقف اليوم لنشهد والشعب المصري أملا جديدا وصفحة من صفحات مصر المضيئة بتخرج الدفعة الأولى من كلية الطب بالقوات المسلحة والذي يعتبر خير دليل على رؤية ثاقبة واهتمام القيادة السياسية بالاستثمار في أهم ملفين للدولة هما التعليم والصحة”.
وأضاف “عندما أطلقتم سيادتكم شرارة البدء لاستكمال دراسة مستفيضة عن إعداد كلية طب بالقوات المسلحة والتي كانت حلما يراود جميع قيادات وأطباء الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، فتوالت الاجتماعات العديدة وبذل جهد خارق لاتمام الدراسة وأصبح الحلم حقيقة لتبدأ الدراسة بالسنة الأولى في أكتوبر عام 2013 لعدد 222 طالبا كانوا نواة لكلية طب واعدة وهم من نحتفل بتخريجهم اليوم بعد مرور 6 أعوام من الدراسة الشاقة، هم الدفعة الأولى دفعة المشير محمد عبد الغني الجمسي”.
وتابع “منذ ذلك الحين استمرت وتضاعفت التحديات حيث كان الهدف من إنشاء الكلية هو إمداد القوات المسلحة باحتياجاتها من الضباط الأطباء الأكفاء بأعداد كافية تضمن جودة عالية للرعاية الصحية التي تقدمها القوات المسلحة للعسكريين والمدنيين”.
وقال مدير كلية الطب بالقوات المسلحة، اللواء طبيب عمرو حجاب، إن من صلب أهداف كلية الطب أيضا تخريج ضباط أطباء متميزين وقادرين على المساهمة الفعالة في مجال البحث العلمي، وبناء وخلق كوادر أكاديمية في مجالات وأساليب تعليم الطب الحديثة لتساهم القوات المسلحة بقوة في تطوير التعليم الطبي في مصر.
وأضاف “أخذا برؤية الرئيس السيسي في التوأمة مع الجامعات المصنفة عالميا، فقد تنفيذ التوأمة بين كلية الطب بالقوات المسلحة، وكلية الطب بجامعة ولاية ميتشيجين الأمريكية، والتي آلت إلى إعطاء شهادة من هذه الكلية لكل خريج من كلية الطب بالقوات المسلحة، تفيد بأنه قد اجتاز بنجاح اختبارات منهج بكالوريوس الطب والجراحة بعد مراجعته وتعزيزه واعتماده”.
وأشار إلى أن إدارة جامعة ولاية ميتشيجين أشادت بالمبادرة البناءة للكلية في إطلاق برنامج “إقرأ لتقود”، وذلك كان في يونيو عام 2019، حيث يتيح هذا البرنامج لطلبة الكلية أن ينهلوا من العلم من مكتبة عالمية، توفرها جامعة ولاية ميتشيجين إيمانا بدعم الفكرة وأهمية زيادة المدارك والسمو في بناء الشخصية من التوسع في القراءة.
وأكد حجاب أن “طموحات الكلية لا سقف لها وشعارنا دائما هو (العلم .. الشرف .. الوطن)، وقيامنا بالانتماء والانضباط وإنكار الذات والأمانة والعمل الجماعي والإبداع والجودة والاتقان والإخلاص للوطن”.
وهنأ مدير كلية الطب القوات المسلحة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري، على تخرج أول دفعة من كلية الطب بالقوات المسلحة، مؤكدا أن الطب مازال وسيظل هو أشرف علوم الدنيا، حيث يعيش الطبيب رحلة زمنية من الكفاح، فعليه أن يتابع كل جديد في تخصصه، حيث يتغير هذا الجديد بالدقيقة والثانية، مما يستهلك من الطبيب عمرا وجهدا وصحة في كثير من الأحوال فهو متعلم مدي الحياة.
ووعد حجاب الرئيس السيسي ببذل مزيد من الجهد والعطاء من أجل تطوير التعليم الطبي في مصر، ولتكون الكلية مركزا تميز لعمليات التقييم بكافة أشكالها، كما وجه شكره وتقديره لكليات الطب بالجامعات المصرية التي أمدت كلية الطب بالقوات المسلحة بنخبة مميزة من أعضاء هيئة التدريس الذين ساهموا بفاعلية في العملية التعليمية بالكلية.
ووجه شكره أيضا لأولياء أمور الخريجيين على التفاني وبذل الجهد في التنشئة الصالحة لأولادهم، لافتا إلى أن اليوم عيد لهم ليفرحوا ويفخروا بأبنائهم كضباط أطباء بالقوات المسلحة.
وأوصى حجاب أبناء الخريجيين بأن يراعوا الله في مهنتهم ويمارسوا الطب بكل أمانة وشرف ويثابروا على طلب العلم ويسخروه لنفع الإنسان ويوقروا من علمهم، ويعلموا من يصغرهم.
وعقب ذلك التقط الرئيس السيسي، صورة تذكارية مع خريجي الدفعة الأولى من كلية الطب العسكري، التابعة للقوات المسلحة دفعة المشير محمد عبد الغني الجمسي.
أعقب ذلك ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمته، والذي أكد خلالها على أن كلية طب القوات المسلحة كانت حلما منذ فترة طويلة وتحقق اليوم بعد أن بدء العمل بها منذ 6 أعوام.
وعقب انتهاء الرئيس السيسي من كلمته، تم عزف السلام الوطني الجمهوري.
المصدر: وكالات