نشرت صحيفة الوطن الكويتية اليوم الخميس مقالا بعنوان “الفلوجةُ قارعت الفرس والأمريكيين”
قال عبد الله الهدلق كاتب المقال تشخصُ الأبصارُ نحو مدينة المساجد الفلوجة، ومن يقرأ تاريخ تلك المدينة ويتمعن فيه يُدرك حجم المؤامرة التي تُحاك ضدها اليوم ولماذا تُستهدف هذه المدينة من الحشد الشعبي والنظام الفارسي الفاشي الإيراني دون غيرها ؟ وما إن يقف القارئ والمتمعن أمام ما يجري في الفلوجة حتى تتضح له حقيقتان يمكن ان يستقرئهما من عمق التاريخ الحاضر والماضي إحداهُما ان لهذه المدينة الدور الأكبر في مقارعة المد الصفوي الفارسي أبان الحرب العراقية الإيرانية وثانيهما مقارعة التدخل الأمريكي في العراق لذا فإنَّ ما يجري هو محاولة لإذلالها وإضعافها ويمكننا ان نستنبط الدوافع خلف ذلك وندرك أنها مؤامرة قذرة لعدوين تقليديين للعراق شاء القدر ان تكون الفلوجة المتصدية الشرسة لكليهما ، وهكذا تكالبا عليها لإنهاءها وقمعها وإذلالها وسحقها إلى حيث لا رجعة وإلا ماذا يمكننا أن نُسمي ذلك ؟!
أضاف متسائلا ماذا نسمي تجاهل حكومة طهران التي تعتبر نفسها الراعي للعراق وشعبه وماذا نسمي تجاهل حكومة أمريكا وحلفائها التي تعتبر نفسها أيضا الوصي على العراق وشعبه أمام ما يجري في مدينة الفلوجة من قتل وتدميرٍ وحصار وقصفٍ صاروخي ومدفعي ، وما بَرِحَ الطرفان يرفعان شعار نُصرة العراق وتحريره ومساعدته ! فهل يا ترى أهل الفلوجة خارج إطار وحدود خارطة العراق ؟! ويبقى طرف آخر لا يمكننا تناسيه حيث يقف ساكناً ومُتجاهلاً لما يحدث في الفلوجة وأعني به حكومة العراق البائسة والمسلوبة الإراده والتي ليس لها ولاء للعراق وشعبه بل لبلاد فارس (إيران) والغرب فها هي الفلوجة تكتوي بنار الإرهاب وقد بات الموت يطرق أبوابها كل ثانية وأطفالها ونساؤها وشيوخها يتضورون جوعاً ، والقصف والقتل والتدمير يقضُ مضاجعهم ويتسبب بهلاكهم ، والحشد الشعبي الفارسي الشعبي يفتك بها ، ووقف ساسة العراق ككهنة المعبد خلف الباب يسترقون السمع لصرخات أبنائها ، وربما كان البعض من سياسيي العراق عاجزاً ولكن الكثير منهم يعمل طبقا لمخططات أسياده الفرس المجوس الإيرانيين.
وختاما تسائل الكاتب قائلا أليست الفلوجة المدينة الأقرب إلى بغداد أليست هي الأولى لوجستيا بالدفاع عنها قبل أن يبطش بها عملاء بلاد فارس (إيران) من الحشد الشعبي الفارسي ؟! ليس أمامنا إلا حقيقة واحدة لا يمكننا تجاهلها وهي أن ما يُطَبَّق على الفلوجة هي سياسة الفرس الإيرانيين (إقضَ على عدوك بسيف غيرك واكتفَ بالنظر إليه) نعم هذا ما يجري في مدينة الإباء والمجد والتصدي والكفاح التي تتألم بين سياطِ الحشد الشعبي الفارسي وسهام الحرس الثوري الفارسي الإيراني وصمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان .