نجحت القوات العراقية في تطويق مدينة الفلوجة من جهتها الشمالية والشمالية الشرقية، بعدما فصلت قضاء الكرمة والمناطق الممتدة من جنوبها باتجاه الشرق المحاذي للعاصمة بغداد بعد قتال شرس مع مسلحي داعش، فيما طالبت الأمم المتحدة بحماية المدنيين في الفلوجة.
وبذلك تنتظر القوات العراقية اكتمال الطوق من بقية المحاور القتالية قبل البدء باقتحام المدينة.
وقالت قيادة العمليات العراقية المشتركة، إن قوات من عمليات بغداد ومن عشائر الأنبار نجحت في دخول قضاء الكرمة في محيط الفلوجة من المدخل الشمالي.
كما فرضت هذه القوات سيطرتها على مدخل ناحية الرشاد، وأعلنت القوات العراقية قطع معبر البوشجل بالكامل على مسلحي داعش والسيطرة عليه ضمن المحور الشمالي لعملية تحرير الفلوجة.
وفي السياق، قال قائد الشرطة الاتحادية في العراق الفريق رائد شوكت، إن مئات الجثث التي عرضت لمسلحي داعش أثناء معركة الفلوجة هم من جنسيات أجنبية مختلفة.
وأكد شوكت في تصريحات صحفية أن القوات العراقية تعمل الآن على نزع الألغام التي زرعها مسلحو داعش تمهيدا لعودة سكان المدينة.
من جانبه، حث الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، كل الأطراف على حماية المدنيين، خلال عمليات تحرير الفلوجة، داعيا إلى بذل الجهد لحماية المدنيين والحفاظ على البنية التحتية بالفلوجة.
وشدد كوبيش على جميع أطراف الصراع التمسك الصارم بالقانون الإنساني الدولي، كما دعا إلى ضمان السماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على أن سلامة المدنيين والقوات العراقية داخل الفلوجة هي الأهم بالنسبة للحكومة العراقية، عازيا السبب في تأخير عملية تحرير الفلوجة إلى صغر المدينة ووجود آلاف المدنيين فيها.
من جانب آخر، دافع وزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، عن مشاركة الحشد الشعبي قائلا إن العمليات في الفلوجة هي ضد الإرهاب ولدحر داعش وليست بين مكونات الشعب العراقي.
وأشار إلى أنه يتم حاليا اتخاذ إجراءات لعزل المواقع المدنية في الفلوجة عن مجريات المعركة تمهيدا لاقتحامها.
في هذه الأثناء، زار رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الوحدات العسكرية لميليشيات الحشد الشعبي في منطقة الكرمة التي تحضر للهجوم على الفلوجة.
وأظهرت الصور إطلاع المالكي، الذي لا يحمل أي صفة عسكرية حاليا، على الخطط العسكرية التي تضعها الميليشيات، الأمر الذي يعزز المخاوف من تزايد انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي في الفلوجة، إذ هاجم المالكي خلال كلماته زعماء العشائر في الكرمة، ووصف الفلوجة ببؤرة الإرهاب.
من ناحية أخرى، عبر اتحاد العشائر العربية المناهضة للتمدد الإيراني في العراق عن رفضه لمشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة الفلوجة.
ودعا الاتحاد في بيان له من أربيل، إلى تجريم الميليشيات ووضعها ضمن قوائم الجماعات الإرهابية من أجل تسهيل مقاضاتها وتتبع جرائمها على حد وصفه.
المصدر:وكالات