نبهت دراسة مصرية إلى الأهمية الهائلة لثورة المعلومات الراهنة في العمل المخابراتي ( الاستخباراتي ) في العالم ، ورأت الدراسة الصادرة عن “مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام” أنه قد تم توظيف “الفضاء الإلكتروني” في عمل أجهزة المخابرات وفي دعم أنشطتها التي جمعت بين كونها نشاطًا استراتيجيًا وعسكريًا ومدنيًا ، سريًا أو علنيًا تحت غطاء مدني : فأصبح التجسس عبر الأقمار الصناعية أو عبر شركات الاتصالات أو اختراق الشفرات والحماية لنظم الاتصالات من أهم ملامح تصاعد حركة النشاطات السرية في العلاقات الدولية .
وذكرت الدراسة الصادرة ضمن سلسلة “كراسات استراتيجية” أن الإنترنت سهل من فرص توفير العملاء المتطوعين لتقديم المعلومات من دون أن يكون هناك اتصال مباشر مع الجهات المخابراتية ، وخاصة مع تعاظم تأثير “الفضاء الإلكتروني” على الهوية والانتماء ، وقدرته على إتاحة الفرصة أمام الفرد للخروج من بيئته المحيطة بمشكلاتها وتعقيداتها إلى عالم أرحب .
ويرى واضع الدراسة د . عادل عبدالصادق” أن “الفضاء الإلكتروني يتيح للفرد اختيار هوية وانتماًء ليسا مفروضين عليه .
يؤخذ من الدراسة التي تحمل العنوان “الفضاء الإلكتروني والتحول في سياسات أجهزة الاستخبارات الدولية” أن الأجهزة المخابراتية تستغل تلك الحقيقة لشن حرب نفسية ، ونشر المعلومات والبيانات المضللة ، أو التحريض على الكراهية الدينية ، أو التأثير على الرأي العام من أجل دفعة إلى موقف معين من خلال المنتديات الحوارية وبرامج الدردشة .
ويؤكد “د . عبدالصادق” أن جهات مخابراتية تقف على نحو خفي وراء مواقع رقمية غالبًا ماتكون مواقع خدمية : كتلك التي تقدم خدمات بريدية أو دردشة عبر الإنترنت أو خدمات تنزيل البرامج المجانية .
تقول الدراسة : وبقدر ماأصبح هناك تعدد في مصادر المعلومات ووفرة موادها ، بقدر مازادت عناصر الشك وعدم اليقين ، وتضيف : أصبحت حرب المعلومات سمة من سمات التنافس بين الدول ، واحتدام التنافس من أجل التحكم في المعرفة ووسائل الاتصال .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل