الخميس والجمعة الماضيان، تعرض كوكب الأرض لعاصفتين شمسيتين وتبعا لما بثته وكالة الأنباء الفرنسية “أجنس فرانس برس”، فإن العاصفتين لم تسفرا عن اضطرابات كبيرة في التيار الكهربائي وشبكات الاتصال، لكنهما جددتا مخاوف العلماء من عواصف شمسية أشد قد تؤدي إلى اضطرابات أكبر بكثير في الكهرباء والاتصالات إذ أن محدودية أثر العاصفتين الاخيرتين تؤكد المبدأ ولا تنفيه فهي موجودة على كل حال.
إن “المتيرولوجيا” هي علم الارصاد الجوية، ومنذ أوائل عصر الفضاء برز إلى الوجود علم “المتيرولوجيا الفضائية” وهو علم متزايد الأهمية سريع التقدم يهتم برصد العوامل التي تؤثر على أوضاع بيئة الأرض الجوية وتنشأ في الفضاء المجاور والقريب من كوكب الأرض وفي مقدمتها العوامل التي مصدرها الشمس، فمن البديهي أن كوكب الأرض وغلافها الجوي ليست معزوله داخل كبسولة عن ظروف الفضاء فهي تتأثر بها تماما.
ولدى الولايات المتحدة مركز علمي يهم العالم كله، هو “مركز المتيرولوجيا الفضائية” وقد نقلت الفرانس برس عن مديره “توماس برجر” أن العاصفتين ستبقى آثارهما محدودة، وقد تكون أهم الآثار المحتملة على نظام تحديد المواقع على سطح الأرض المعروف اختصارا باسم “جي بي أس”، الذي تتزايد باستمار استخداماته في شتى المجالات، إذ يمكن للعواصف الشمسية أن تؤثر على دقته.
“العاصفة الشمسية” مصطلح علمي تشبيهي يشبه تزايد تدفق سيل الجسيمات المنبعث باستمرار من الشمس إلى حدود كبيرة بالعاصفة المعتادة التي تعرفها.
كانت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” قد أكدت أن يوليو 2012 قد شهد عاصفة شمسية تاريخية في شدتها وقد أدت أوضاع فلكية معينة إلى وقاية الأرض من مخاطر بالغة كان من الممكن أن تنجم عنها.
ويذكر أن أخطر عاصفة شمسية تمكن العلماء من رصدها وقعت سنة 1859، وهو تاريخ كانت فيه وسائل الرصد الحديث في بدايتها كما كان العالم لا يعتمد على الكهرباء والاتصالات اللاسلكية كما هو الواقع حاليا.