تشهد خريطة توزيع إنتاج البترول والغاز الطبيعي في العالم تغيرات جذرية ، بدأت انعكاسها العميق بالفعل على مجمل أوضاع العالم ، ويرتكز هذا التطور على استخدام طرق جديدة لاستخراج خامات بترولية ماكان يمكن في السابق – وحتى عهد قريب – الحصول عليها أو التعامل معها .. حتى ظهور تكنولوجيات جديدة قادرة على هذا ، وقد بات من المعروف علمياً تماماً أن لهذا ثمنه البيئي ، الذي يجب على العالم أداؤه : إذ تأكدت له آثار بيئية سلبية لاشك فيها .
فهل يضاف إلى ذلك أن تلك الطرق الجديدة في الاستخراج تزيد من النشاط الزلزالي ؟
وإن كان الأمر هكذا : فهل من الممكن تحاشى هذا الخطر الجديد ؟
إن إنتاج مايعرف اصطلاحاً بالبترول والغاز الصخريين يتم من خلال تكنولوجيا تسمى “بالتكسير الهيدروليكي” وكما يدل اسمها : فهي تعتمد على استعمال أساليب هيدروليكية بهندسة معينة ، لإحداث تكسير للصخور في مكامن هذين النوعين من البترول والغاز ..
فهل يساعد “التكسير الهيدروليكي” على إحداث الزلازل ؟
جهات علمية لها شأنها تجيب بنعم .
من هذه الجهات : “المساحة الجيولوجية الأمريكية” التي قد تكون كبرى مؤسسسات الجيولوجيا في العالم ، والتي لايقتصر اهتماماتها على جيولوجية أمريكا وحدها : بل هي تهتم بالقضايا الجيولوجية العالمية ، والتي استعمل خبراؤها نوعاً متقدماً جداً من التصوير العلمي اسمه “التصوير السيزمي ثلاثي الأبعاد” ، لنقصي أثر “التكسير الهيدروليكي” على استثارة النشاط الزلزالي : فتبينت لهم إمكانية وقوع الاستثارة .
“وكالة حماية البيئة” الأمريكية أفادت بأن الآثار البيئية لطرق استخراج البترول والغاز الصخريين تتفاعل مع آثارها الزلزالية : لتعطي خطراً مركباً ، وأكدت الوكالة التي تعرف اختصاراً باسم “إبا” أن تجارب أجريت في ولايات “أركنساس” و “أوهايو” و “تكساس” و “أوكلاهوما” الأمريكية أكدت هذا المعنى .
من جهتها : ترى مجلة “جورنال اوف بتروليم تكنولوجي” أن هذا الخطر الذي قد يسببه “التكسير الهيدروليكي” يمكن تلافيه بمزيد من تطوير تلك الطريقة ، وفي رأي المجلة التي تصدرها “جمعية مهندسي البترول” في الولايات المتحدة أنه من الممكن الوصول بشدة الزلازل التي يحتمل وقوعها إلى أقصى حد من الضعف .. بحيث تصبح غير مؤثرة عملياً .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل