تطوران مهمان في ملف تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أو “الدرون” كما تعرف: أحدهما في استخداماتها الحربية والآخر في استخداماتها المدنية، التطور الأول : جاء ليؤكد فعليا ماتوقعه خبراء من أن هذه التكنولوجيا لن تستمر حكرا على الدول الكبرى، بل أنها سريعا ماتتاح أمام دول صغيرة .. بل أيضا أمام تنظيمات مسلحة، ففي سياق الأحداث الأخيرة بين حركة “حماس” وإسرائيل : وتبعا لتعبير صحيفة “الحياة” اللندنية : فإن “حماس” فجرت “مفاجأة نوعية” باستخدامها لأول مرة طائرات بدون طيار في عملياتها ضد إسرائيل.
الإثنين الماضي : أعلنت “كتائب القسام” أنها أرسلت عددا من الطائرات بدون طيار للقيام بمهام خاصة داخل إسرائيل، وذكرت في بيان لها أن “مهندسيها” تمكنوا من تصنيع طراز من هذه الطائرات أطلقوا عليه “أبابيل – 1 ” وأنهم انتجوا منها ثلاثة نماذج : واحد منها للمهام الاستطلاعية، وآخر للقيام بمهام هجومية، وثالث يقوم بمهام وصفها البيان “بالانتحارية”.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أكدت أن طائرة بدون طيار محملة بمتفجرات قد أسقطت قرب مدينة “أسدود” ونتج عن إسقاطها دوي هائل من دون وقوع مصابين، وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن إسقاط طائرتين بدون طيار قرب “أسدود”.
وتبعا لما أكدته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية : فإن طائرة بدون طيار قد أسقطت بواسطة صاروخ مضاد للصواريخ من الطراز “باتريوت”.
بغض النظر عن كل ماهو سياسي : وبنظرة مجردة إلى واقع تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، فإن هذه التكنولوجيا الانقلابية أصبحت بالفعل متاحة تماما، لكن مع ملاحظة أنها كأي نوع من التكنولوجيا متفاوتة التقدم إلى حد بعيد، ويؤخذ مما حدث الإثنين الماضي أن نظاما فعالا للدفاع الجوي يمكنه إسقاط تلك الطائرات.
في الوقت نفسه : وجهت مجموعة “أمازون” رسالة جرى تعميمها إلى “وكالة الطيران الفيدرالية” الأمريكية تطالبها فيها بالسماح باستخدام الطائرات بدون طيار في خدمة لتوصيل البضائع في غضون نصف الساعة فقط منذ شحنها إلى تسليمها، ونقلت وكالة الأنباء “أجنس فرانس برس” أن هناك قيودا مفروضة الآن في الولايات المتحدة على تحليق الطائرات بدون طيار في المجال الجوي الأمريكي: مما دفع “أمازون” إلى إجراء تجاربها على الخدمة الجديدة في أجواء دول آخرى، ومن المتوقع أن تبدأ الخدمة السنة القادمة.. إذا حصلت على الضوء الأخضر من السلطات المختصة.
لقد ظهرت فكرة “الدرون” في أمريكا لأول مرة في أوائل السبعينات الماضية، واتخذت صورتها الراهنة منذ نحو 13 عاما، وتسارع تطورها على ذلك النحو العجيب الذي نراه الآن: على الصعيدين العسكري والمدني، لتشارك فعلا في صياغة واقع جديد.
مجدي غنيم : المحرر العلمي “لقناة النيل”