معلوم أن الطائرات بدون طيار بدأت – وهي مستمرة – سلاحا حربيا، وقد أحرزت كسلاح نجاحا وتطورا سريعين جدا، ثم أخذت أفكار استخداماتها المدنية تتوالى، وها هي اآن تقتحم مجال الاستخدامات العلمية: كأداة فعالة للتصوير الجوي والاستشعار عن بعد وإجراء القياسات من الجو، والمستقبل مفتوح على مصراعيه لآفاق من دون حدود.
باحثون من “جامعة أبردين” السكتلندية و”جامعة برجن” النرويجية يقومون الآن باستخدام الطائرات بدون طيار في استكشاف الثروات الطبيعية الكامنة تحت قاع “بحر الشمال” ، وهم يعتمدون في عملهم على نوع من هذه الطائرات يسمى “الطائرة الأخطبوط” أو “الأوكتوبيو” : فالمعروف أن للأخطبوط ثمانية أطراف، كذلك هذا النوع: للطائرة منه ثمانية أطراف في نهاية كل منها مروحة.
الباحثون السكتلنديون والنرويجيون ينفذون برنامجا علميا اسمه “سافاري” : يهدف إلى تصوير قاع “بحر الشمال” تصويرا ثلاثي الأبعاد بكاميرات خاصة تحملها “الأوكتوبروتر” .
يفيد “الاتحاد الدولي للجيوفيزياء المحمولة جوا” بأنه من الممكن الآن تحميل طائرة بدون طيار متوسط ثمنها 16 ألف دولار فقط بمعدات مهمة جدا للقياس والاستكشاف في مقدمتها أجهزة للقياس الجيو مغناطيس “المغناطيسي الأرض” والكهرومغناطيسي والاشعاعي تحت الأحمر ولاستشعار أشعة جاما وللمسح الراداري.
لايعني كل هذا انه أصبح من الممكن حاليا إحالة طائرات الاستكشاف الجيوفيزيائي التقليدية – المعتمدة على الطيارين والفنيين – إلى التقاعد لتحل الطائرات الجديدة محلها: فصغر حمولة الطائرة بدون طيار من الأجهزة العلمية له مشاكله، فقد ظهرت مثلا مشكلات في دقة القياسات المغناطيسية التي تقومك بها أجهزة “الماجنيتو متر” التي تحملها: لكن الأمور آخذة في التطور إلى الأفضل.
في أستراليا مثلا : يعتمدون حاليا على المناطيد في إجراء المسح الكهرومغناطيس المهم في استكشاف ثروات الأرض ، وهم يتجهون لإحلال الطائرات بدون طيار محلها قريبا.
طائرة بوسعها التوصل إلى أدق أسرار الأرض وجمع معلومات علمية في غاية الأهمية: هل يمك منعها من اختراق أجواء أي دولة، لتعلم عن أراضيها ما لا يعلمه أهلها؟
إن تحليق طائرة أجنبية في أجواء أي دولة يعطي الحق في اسقاطها فورا إن هي حلقت من دون تصريح مسبق، وهو أمر سهل ، لكن إسقاط الطيار طائرته ليس بالسهل : أما إذا كانت الطائرة بدون طيار فالأمر قد لايكون صعبا .
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل