من أهم مشاكل النباتات المعدلة وراثياً : أن إدخالها في بيئة نباتية طبيعية يجعل هذه البيئة في مهب الريح ، فتلك النباتات تنتج حبوب لقاح غير طبيعية تنتقل إلى النباتات الطبيعية – البرية – التي تنتمي إلى نفس النوع ، فيتسبب في أخطار شديدة .. قد تؤدي في النهاية بالنياتات الطبيعية .
من الجلي الواضح أن هناك توغلاً اقتصادياً صينياً متزايداً في أفريقيا ، ومن أوجه هذا التوغل إتجاه يقلق المعنيين بالبيئة الطبيعية الأفريقية : إذ يقوم الصينيون بشراء مساحات كبيرة من الأرض ، لزراعتها – لأغراض اقتصادية .. هي في أساسها لإنتاج وقود حيوي .
المعروف أن الصينيين لايهتمون كثيراً – ربما وليس قليلاً – بالاعتبارات البيئية إذا تعلق الأمر بمكاسبهم الاقتصادية .
هناك اتجاه لتعديل بعض أنواع الأشجار وراثياً : بحيث تعطي نتائج اقتصادية أفضل عند تحويل أجزائها إلى مايعرف “بالوقود الحيوي” ، وقد تم رصد صفقات لشراء مساحات من الأراضي في أفريقيا – وأيضاً في أمريكا الجنوبية إلى حد ما – لزراعة هذه الأشجار ، خصوصاً في مناطق تجاور “بحيرة فيكتوريا” في أعالي النيل .
يرتكز هذا الموضوع على أبحاث أجريت في “جامعة نورث كارولينا” الأمريكية ، نجحت في تعديل طبيعة أخشاب بعض أنواع الأشجار : بحيث يمكن إنتاج كمية أكبر من وقود “الإيثانول” منها ، وقد ردت على تلك الأبحاث أبحاث أخرى أجريت في “جامعة بريتيش كولومبيا” الكندية : قالت بأن هذه النظرة إلى الأمور خطيرة فعلاً ، فهي لاتراعي سوى جانب واحد فقط : هو مايمكن أن تعطيه الأشجار من وقود حيوي ، متجاهلة أنها مثلاً تخفض كثيراً من صلابة أخشابها .. وتجعلها أكثر تأثراً بالآفات .
أن تزرع مناطق معزولة – كمزارع – للأشجار المعدلة في أفريقيا تصور غير واقعي : فهذه الأشجار في الحقيقة سترسل بحبوب لقاحها إلى قريباتها من الأشجار البرية ، مما ينذر بما يمكن اعتباره “فوضى وراثية” عواقبها وخيمة ، إنه “استعمار صيني” قد يلحق بالبيئة الطبيعية مالم يلحق بها الاستعمار الأوروبي القديم الذي تخلصت منه القارة .
في مدينة “رالاي” بولاية “نورث كارولينا” الأمريكية يوجد “معهد بيوتكنولوجيا الغابات” ، الذي أدلى بدلوه في الموضوع : فرأى أن مشروعات الصينيين في هذا الصدد في أفريقيا خطيرة ، ولكنه رأى أيضاً أنه من الممكن – مع مزيد من الأبحاث – التوصل إلى أشجار معدلة آمنة لإنتاج الوقود الحيوى .. ومع هذا تفيد البيئة ولاتلحق بها ضرراً .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل