قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ردا على سؤال من صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية التى أجرت معه لقاءً مطولا بالنسبة لأمن سيناء قال سيادته – إنه تحسن بصورة ملحوظة وذلك جاء بفضل صلابة وقوة الجيش المصرى ،وأضاف أنه كان خطأ كبيرا من الرئيس المعزول محمد مرسي أن يترك الجماعات الإسلامية تفرض نفسها في سيناء وكان هناك عدم احترام للدستور واستخفاف بالسلطة القضائية وانتهاك للحيادية الدينية للدولة وأمور أخرى.
وبالنسبة للوضع في ليبيا قال الرئيس السيسي إنه لن يكون هناك عمل أحادي الجانب من مصر في ليبيا فنحن نتمسك باحترام القانون الدولي ووحدة أراضي ليبيا ولكن إذا أرادت الأمم المتحدة التدخل في ليبيا فسنساندها بكل الوسائل ، وشدد على أن الشعب الليبي لا يستحق المأسي التي وقع فيها.
وعما إذا كان يرى أن فرنسا اخطأت عندما أخذت مبادرة إسقاط القذافي باستخدام السلاح- قال الرئيس السيسي في حديثه لصحيفة “لوفيجارو الفرنسية”إن لدينا انطباعا أنه مرحلة ما بعد القذافي لم يتم التفكير فيها ابداً وفرنسا وانجلترا وأمريكا يتحملون مسئولية إدارة الفترة الانتقالية واستقرار البلاد بعد أن شنوا فيها الحرب غير أنهم لم يفعلوا ذلك والقوى الغربية بغيابها عن أرض صنعوا فيها حالة من الفراغ شجعوا على ظهور وضع فوضوي.
ولفت إلى أن ليبيا لها 1500 كيلومتر من السواحل ، فكيف تسمح الدول الأوروبية التي لها سواحل على البحر المتوسط، بأن تزدهر في ليبيا كل أشكال تجارة المخدرات والسلاح والإتحار بالبشر وأن تقام هناك معاقل للجهاديين .
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التطرف الخطير لـ “داعش” ليس له أي صلة بالإسلام الحقيقي كما أنه ليس ظاهرة منعزلة.
وأضاف السيسي – في حديث مع صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية ينشر كاملا في عددها الصادر الجمعة – أن تلك الجماعات المتطرفة تتواجد أيضا في نيجيريا ومالي والصومال وكذلك في مصر واليمن وباكستان، مشيرا إلى انه حتى في أوروبا يوجد أشخاص متطرفين بشدة، وإلى أن ظاهرة الجهاد أصبحت كارثة عالمية.
وفيما يتعلق بالفوضى الكاملة التي تشهدها ليبيا، شدد الرئيس السيسي على أن مصر لن تقوم بتحرك أحادي الجانب، وعلى التزامها بالقانون الدولي وبالحفاظ على سلامة الأراضي الليبية، مضيفا انه “إذا أرادت الأمم المتحدة التدخل فسنساعدها بكل الطرق، فالشعب الليبي لا يستحق المصائب التي تم جره اليها”.
كما لفت إلى علاقات الصداقة القديمة جدا بين مصر وفرنسا وإلى التوافق في وجهات النظر بينه وبين الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.
وأعرب الرئيس السيسي عن رغبته في أن تنشأ بين مصر وفرنسا شراكة استراتيجية لا تقتصر على القضايا الأمنية، مؤكدا أن الفرانكوفونية أثرت مصر على المستوى الثقافي، وانه على الصعيد الاقتصادي فإن الشركات الفرنسية تربطنا بها علاقات تعاون قديمة وستكون دائما موضع ترحيب.