هل كان من الممكن استكشاف الكون من دون التليسكوب؟ هل كان من الممكن التعرف على عوالم الأجسام والأحياء الدقيقة من دون الميكروسكوب؟
هل كان بوسع مالا حصر له من الناس القراءة والكتابة، بل ممارسة الحياة نفسها، من دون النظارات الطبية؟ هل كان “لعصر الصورة” الذي نعيشة ان يوجد من دون الكاميرات بشتى أنواعها؟
هل كام من الممكن تشخيص الكثير من الأمراض وعلاجها لولا وجود المناظير الطبية لمختلف التخصصات؟ الحق أن قائمة أنواع الأجهزة والمعدات البصرية قائمة غير منتهية وهي يضاف إليها من دون إنقطاع..
دأبت الأمم المتحدة منذ سنوات على تخصيص سنة للإحتفاء بمجال علمي معين: حدث هذا مع الكيمياء وعلم الفلك، وفي الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للمنظمة الدولية التي عقدت في ديسمبر 2013 أعلنت سنة 2015 “السنة الدولية للضوء”.
في احتفال كبير أقامتة منظمة ” اليونسكو” أوائل السنة في باريس استهلت فعاليات “السنة الدولية للضوء” بلقاء أكثر من 1000 شخص، من بينهم 5 من حائزي جائزة “نوبل”، والباحثون المتميزون في شتى حقول العلوم والتكنولوجيا البصرية، وأقطاب صناعة البصريات في العالم.
فاعليات السنة كثيرة ومتنوعة، ولعل أبرزها تنظيم الحملة الدولية التي تحمل العنوان”ألف اختراع واختراع وعالم بن الهيثم”، وقد أطلقت “اليونسكو” الحملة بالشراكة مع منظمة “ألف اختراع واختراع” العالمية، وتهدف الحملة إلى تنمية الابتكار و الاختراع والبحث والتطوير في البصريات.
أجمعت كل الدوائر العلمية المختصة المشاركة في السنة على اعتبار العالم العربي “الحسن بن الهيثم” الذي عاش في مدينة “البصرة” العراقية وأقام ردحًا من عمرة في مصر في القرن العاشر الميلادي “ابو البصريات الحديثة” وتتواكب “السنة الدولية للضوء” مع مرور 1000 عام على ظهور “كتاب المناظر” من تأليف “ابن الهيثم” ذي المكانة الكبيرة في تاريخ البصريات.. وهو يعد أقدم كتاب يعتد به علميا في هذا الحقل.
المسئول الأول عن السنة “البرنامج الدولي للعلوم الأساسية” التابع “لليونسكو” بالتعاون مع مجموعة من الهيئات العلمية والشركات الكبرى العاملة في حقل العلوم و التكنولوجيا البصرية في العالم.
إن علوم الضوء لا تقتصر أهميتها على تطوير الأجهزة والمعدات البصرية: بل تمتد إلى البحث في ظواهر طبيعية، مثل ظاهرة “الشفق القطبي” الجوية، وظاهرة التمثيل الضوئي في عالم النبات وتفهم عمليات الرؤية عند الإنسان والحيوانات، هناك مثلا، علم الكيمياء الضوئية وبصريات الغلاف الجوي، كل هذا سيكون مدارات لمعارض ومؤتمرات وعروض ضوئية تقام في أنحاء مختلف من العالم طوال السنة الحالية، بالاضافة إلى عرض أعمال فنية تقوم على ظواهر ضوئية.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”