شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته اليوم الأربعاء، احتفالية كبرى لتكريم المرأة المصرية والأم المثالية.
وحضر الاحتفال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى ووزيرة التضامن الدكتور غادة والي والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء وكبار رجال الدول.
وبدأ الاحتفال بعرض موسيقي لفرقة أوركسترا النور والأمل بقيادة المايسترو محمد سعد باشا.
عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن المرأة المصرية ودورها في وطنها على مدار التاريخ، وكذا أمهات الشهداء وصمودهن، وذلك خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية في فندق الماسة بمدينة نصر.
ثم ألقت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي كلمة قالت فيها إنه للعام الرابع على التوالي يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الاحتفال بعيد الأم والمرأة المصرية، احتفالا يليق بقدر المرأة المصرية ويعكس تقدير الرئيس لها، لافتة إلى أن اليوم أصبح يمثل عيدا رسميا وشخصيا لكل امرأة مصرية.
وأضافت والي أنه “في مارس 2017 وفي هذا المكان أعلنا عن حصول مليون امرأة مصرية على الدعم النقدي المشروط (تكافل وكرامة) واليوم نعلن عن وصول هذا الدعم إلى 2 مليون و100 ألف سيدة مصرية بتكلفة شهرية 881 مليون جنيه، ضمن هذا العدد 173 ألف سيدة ذات إعاقة”، لافتة إلى أن برامج الحماية تشمل أيضا معاشات ضمانية لـ 200 ألف مطلقة وأرملة وزوجة مسجون، ولحماية المطلقة التي امتنع زوجها عن أداء النفقة تتيح الدولة 43 مليون جنيه شهريا لـ 300 ألف مستفيدة وأولادها.
وفي سبيل تقديم الدعم النقدي والتعويضات المختلفة، أوضحت والي أنه تم استخراج أوراق رسمية لـ 623 ألف سيدة تشمل بطاقات رقم قومي وشهادات زواج وطلاق وشهادات ميلاد للأطفال أصبحت في حوزة المرأة لأول مرة، وهو ما يشكل تمكينا اجتماعيا هاما وحماية للمرأة، وعلى صعيد التنمية ولتحقيق الشمول المالي والتمكين الاقتصادي، تم إطلاق قرض مستورة من بنك ناصر الاجتماعي بتمويل من صندوق تحيا مصر، وفي خلال 3 شهور فقط تم صرف 46 مليون جنيه لعدد 3265 سيدة، فضلا عن إقامة مشروعات إنتاج حيواني ومشروعات زراعية وتجارية وغيرها، كما مولت الوزارة في برنامج تنمية المرأة الريفية 57 ألف مشروع صغير لـ 79 ألف سيدة، وساعدت على تسويق منتجات أكثر من 10 آلاف سيدة منتجة في معارض دورية باعت بأكثر من 17 مليون جنيه في عام 2017 فقط.
وعلى جانب الرعاية، قالت والي إن الوزارة تواصل تقديم خدمات الرعاية من خلال مؤسساتها المختلفة لأكثر من 2100 مسنة في دور رعاية المسنين، فضلا عن تقديم خدمات متنوعة للسيدات ذوات الإعاقة والتي بلغ عددهن 126 ألف سيدة، وأنشطة توعوية كثيرة، ودور استضافة للمرأة المعنفة التي تساعدها على استكمال حياتها، بالإضافة إلى تخصيص مراكز علاج للمرأة من التعاطي والإدمان مجانا وفي سرية وكتمان.
وفي سبيل دعم المرأة العاملة، أوضحت والي أن الوزارة بدأت برنامج هو الأكبر لتطوير الحضانات، وبدأت خطوات تنفيذية في تحقيق ذلك،وقالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وجه بتصميم علامة تجارية موحدة لإطلاق حق الامتياز التجاري لحضانة مصرية باسم (حضانتي) تليق بأبناء مصر، مشيرة كذلك إلى وجود 39 مركزا في 22 محافظة تقدم الوجبات نصف الجاهزة لخدمة المرأة العاملة وتتيح جليسات المسنين والأطفال.
وعلى سبيل التمكين السياسي، قالت والي إنه تم تدريب أكثر من 30 ألف من الشباب بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، 50 % منهم من الفتيات والسيدات للنزول في انتخابات المحليات والاشتراك في تمكينهم سياسيا.
وأكدت رئيس المجلس القومي للمرأة مايا مرسي خلال الاحتفالية بالمرأة المصرية والأم المثالية التي شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن المرأة المصرية صانعة السلام، وأن سيدات مصر وجيشها والشرطة هم خطوط الدفاع عن أمن واستقرار مصر.
وقالت مرسي :”أحمل نيابة عن المرأة المصرية اليوم رسالة تقدير وإعزاز للرئيس عبد الفتاح السيسي”، مشيرة إلى أن الجيش المصري هو خط الدفاع الأول والشرطة المصرية خط الدفاع الثاني والسيدة المصرية خط الدفاع الثالث”.
وأضافت مرسي إن الرئيس السيسي حرص في كل خطاباته على الثناء على دور سيدات مصر وتحملها لمسؤوليتها الوطنية، لافتة إلى أن هناك إرادة سياسية كبيرة للدفع والنهوض بالمرأة المصرية حيث خرجت تشريعات وقوانين لحماية حقوق المرأة المصرية.
وقدمت مرسي الشكر للرئيس السيسي على إعلانه عام 2017 عاما للمرأة، مضيفة إن العام الماضي شهد اطلاق استراتيجية وطنية للنهوض بالمرأة.
وأوضحت رئيس المجلس القومي للمرأة أن الدولة المصرية مازالت تبنى وتنمي وتعمر في وقت تقوم فيه دول ببناء ما تم هدمه، مشيرة إلى أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم ومازالت تبني استراتيجية طموحة.
وقالت إن فريق المجلس القومي للمرأة طرق أبواب مليوني سيدة ريفية من أجل رفع مستوى التوعية، مضيفة إن المرأة المصرية تتطلع للوصول إلى نسبة 30% في المناصب السيادية.
وعقب ذلك تم عرض فيلما تسجيليا لأكبر حملة في تاريخ مصر لتمكين المرأة المصرية والتي حملت عنوان “التاء المربوطة” والتي تكونت من 7 إعلانات تلفزيونية تخاطب جميع فئات الشعب عن حق المرأة في السياسة والاقتصاد والتعليم ، وتضمنت الحملة رسالة موجهة لمشكلة التحرش والعنف ضد المرأة.
وأوضحت الحملة أن السيدات بدأن بتغيير صورهن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم المرأة ووضع شعار الحملة ” التاء المربوطة”، مشيرة إلى أن التاء المربوطة تحولت من مجرد حرف إلى رمز للقوة والمسؤولية والحرية.
وأشارت الحملة إلى أن انتشار هذا الرمز كان تلقائيا من السيدات لبعض و استمر في التزايد حتى بلغ أكثر من 4 ملايين سيدة على مستوى 27 محافظة في مصر من جميع مستويات وفئات المصريات ، ووصل إلى 72 مليون شخص عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تم الاحتفال بالحملة في مؤتمر المرأة العالمي في نيويورك ، واستكمالا لنجاح الحملة تم إطلاق حملة مكملة اقترنت فيها “التاء المربوطة” بكلمة “منتجة” لأن أي أمرأة من الممكن أن تكون منتجة وتساهم في اقتصاد مصر.
وكان هدف الحملة هو إيضاح أن نسبة السيدات العاملات إذا وصلت لنفس نسبة الرجال سيتقدم اقتصاد مصر بنسبة 34% .
وأكد الفيلم أن دعم المرأة المصرية بدأ بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق عام 2017 عام المرأة المصرية.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري أن المرأة هي أهم أعمدة المجتمع، قبل نحو قرن من الزمان، وفي 16 من مارس عام 1919 سقطت أول شهيدة مصرية برصاص قوات الاحتلال السيدة حميدة خليل لتجسد الوعي المبكر للوطنية بكامل معانيها، مشيرة إلى أنها جسدت خلفية احتفالنا السنوي بعيد المرأة المصرية.
وقالت السعيد، خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية بحضور الرئيس السيسي، ” إن وضع المرأة اليوم والمكاسب التي نالتها تعد أبرز دليل على مدى إدراك الدولة لأهمية المرأة كعامل قوي لتحقيق التغيير الإيجابي من خلال تعزيز تمكينها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا للمشاركة يدا بيد مع الرجل في البناء ودفع عجلة التنمية”.
وأضافت” إن السنوات الماضية شهدت تحولا كبيرا ومشاركة أكبر للمرأة المصرية على جميع مستويات صنع القرار، ففي فبراير عام 2016 أطلقت مصر استراتيجتها الخاصة من أجل تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 التي تمثل النسخة الوطنية من الأهداف الأممية”.
وتابعت” إن احتفالنا اليوم بعيد المرأة المصرية له طابع خاص لأنه يأتي على خفلية عامين على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 وبعد توجيهات الرئيس العام الماضي في الاحتفال بهذا اليوم وتكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة باعتماد هذه الاستراتيجية كوثيقة عمل للسنوات القادمة، كما يأتي الاحتفال بعد مضي عام على احتفال الرئيس بعام المرأة المصرية العام الماضي”.
وأضافت “استمر توسيع نطاق المسئوليات التي عهد بها الرئيس السيسي للمرأة ، فمن أول مستشارة للأمن القومي إلى المسئولة عن الثقافة والسياحة والاستثمار والاصلاح الاداري والتخطيط كما سبق تكليفها بمهام التضامن الاجتماعي والتعاون الدولي والهجرة وشئون المصريين بالخارج والنيابة الإدارية لتحمل المرأة لأول مرة في تاريخ مصر 6 حقائب وزارية منذ تولي السيدة حكمت أبو زيد مهام وزيرة الشئون الاجتماعية عام 1962 “.
وأكدت أن رؤية مصر 2030 لم تغفل دور المرأة في الجهاز الإداري للدولة حيث يتم تطوير خطط الاصلاح للوصول لجهاز إداري كفء وفعال فكان للمرأة نصيب وافر من هذا التطوير والإنجاز، كما تم التأكيد على حقوق المرأة كاملة في قانون الخدمة المدنية رقم 81 لعام 2016 “.
وقالت” إن إزالة المعوقات أمام عمل المرأة يسهم في رفع الإنتاجية والنهضة الاقتصادية، فهى تعد شريكا مهما لا غني عنه في عملية التنمية الاقتصادية، فعلي الرغم من أن نسبة مساهمة الإناث في الوظيفة العامة على مستوى الوزارات بلغت 24 %، إلا أن مساهمتها في الوظيفة العامة على المستوى المحلي ارتفعت لتقارب 50 % ، بل إنها فاقت 50 % في 14 محافظة من 27 محافظة على مستوى الجمهورية”.
وأكدت السعيد أن الحكومة تنظم العديد من البرامج التدريبية لزيادة انخراط المرأة في سوق العمل، مشيرة إلى أنه مازال أمامنا العديد من التحديات التي تواجه تمكين المرأة اقتصاديا وتعوق مشاركتها في سوق العمل مثل المعايير الثقافية والأنماط الاجتماعية ونقص المهارات والقدرات التكنولوجية وغيرها..مشددة على أن الدولة تقوم بالعمل على القضاء على التحديات التي تواجه المرأة في سوق العمل، كما تؤكد القيادة السياسية على ضرورة تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وأشارت وزيرة التخطيط إلى أن التاريخ المصري يفتخر بنماذج المرأة في الدفاع عن الوطن، فالمرأة ستواصل إبهار العالم بقدرتها على صنع المعجزات.
وقالت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي إن المرأة وأطفالها هم المستفيدون من نقل ساكني العشوائيات الخطرة إلى منازل آمنة لائقة وحديثة، وكذلك المرأة هي المستفيد الأهم والأعظم من برنامج (سكن كريم)، فالمرأة هي من تسعد بالأثاث وهي من يستخدم الأجهزة الكهربائية الجديدة التي وجه السيد الرئيس بإتاحتها عند تسكين الشقق الجديدة في غيط العنب والأسمرات وأهالينا وتل العقارب وغيرها من المناطق التي تم بناؤها لنقل المرأة المصرية وأسرتها إلى أماكن تليق بها.
وأشارت والي إلى أن احتفال اليوم ما هو إلا احتفال بنساء مصريات مكافحات مضحيات بذلن الجهد والعرق والعمر لرعاية الأبناء والبنات، سيدات تحملن العبء الذي تنوء به الجبال، ماديا وتربويا، حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعي في كل عام بالبحث عنهن بفتح باب التقدم لمسابقة الأم المثالية في أول يناير، وتعمل اللجان على فرز الترشيحات لثلاثة أشهر، ثم تقوم لجنة مركزية باختيار الأم المثالية لكل محافظة، والـ3 الأوائل على مستوى الجمهورية، وأما بديلة ربت ابنا ليس ابنها، وأما لطفل معاق، وأما لشهيد من القوات المسلحة وأما لشهيد من الشرطة، وأضيف هذا العام فئة جديدة وهي أم لديها إعاقة تحملت وحدها رعاية الأبناء، كما أقامت الوزارة احتفالين، احتفال خاص بأمهات المتعافين من الإدمان وأمهات المحبوسين في المؤسسة العقابية بالمرج بعنوان (أنا آسف يا أمي).
وذكرت الوزيرة أن مصر بدأت الاحتفال بعيد الأم لأول مرة في عام 1956 وكان اقتراحا للكاتب الكبير مصطفى أمين، وعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، استقبل لأول مرة الأمهات في قصر الاتحادية وقضى معهن ساعتين منصتا لقصة كل أم شاكرا لكل أم تضحياتها وأصبح الاحتفال رئاسيا تحصل فيه الأمهات على وسام الكمال وعلى جائزة مالية، مضيفة “إن احتفاء السيد الرئيس بعيد الأم وتكريمه للأمهات اليوم وكذلك تكريمه لعشرة سيدات رائدات كل في قطاع مختلف هو احتفال واحتفاء بقيمة البذل والعطاء وقيمة العمل..إن ما يصدره السيد الرئيس من تشريعات وما يقره من برامج وما يقوم به شخصيا من تصرفات وإشارات وتعبير دائم عن موقف يحترم المرأة المصرية وينحاز لها هو سبيلنا لتغيير هذه الثقافة المجتمعية السلبية نحو المرأة، فشكرا لك سيدي الرئيس”.
وتابعت قائلة” إن احتفال عيد الأم أيضا هو احتفاء بالمرأة في أحد أهم أدوارها، دور الأم.. الأم هي الوطن هي رمز العطاء هي من نشعر في أحضانها بالأمن..تربطنا بها رابطة غير مرئية وكذلك الوطن، تحية لأمهات شهدائنا وأمهات أبطالنا المحاربين الصامدين المرابطين للدفاع عنا جميعا، تحية من مصر الآمنة وصلوات كثيرة للمرأة في سوريا وليبيا والصومال، تحية للأمهات في اليمن والعراق وحول العالم”.
وعقب ذلك تم عرض فيلم (الغالية) والذي تناول قصص بعض الأمهات المصريات.
المصدر: أ ش أ