سنة 1969 : وصل الانسان القمر، فكان ذلك علامة كبرى فى تاريخ البشرية كله لا تاريخ العلم فقط ، لكن من الناحية العلمية : ما كانت ثمرة برنامج ” أبوللو” لبلوغ القمر؟ كانت الثمرة الأهم : العودة من هناك بعينات قمرية يدرسها العلماء ، وكانت المرحلة التالية فى التطلع الى بلوغ أجرام المجموعة الشمسية أن تطأ أقدام الانسان سطح المريخ ، ولا زال هذا الحلم بعيد المنال جداً ، لكن – علمياً – ما المطلوب أساساً من ذلك ؟ أن يجلب الرواد عينات مريخية الى الارض لدراستها ؟ وهل من الحتمى للحصول على هذه العينات أن يصل الانسان المريخ ؟ اإجابة: لا ، ليس من الحتمى ، إن المستكشف الروبوتي ” كيور بوستى” الذى أرسلته ” ناسا” الى الكوكب الأحمر سنة 2012 يؤدي المطلوب من هناك بمنتهى الكفاءة فهو يقوم – آلياً – باستكشافات وتجارب ويرسل بمعلومات مهمة الى الأرض ، فلماذا لا يكون ” الحلم الواقعي” هو إرسال مركبة آلية – لا بشر – الى المريخ ثم تعود منه بعينات الى الأرض ؟
في” فيرجينيا” بالولايات المتحدة : اجتمع لفيف من علماء الجيولوجيا الكوكبية فى وقت سابق من العام الحالي لتداول الآراء حول الخطوة التالية فى استكشاف المريخ ، وقد اتفقوا على أن هذه الخطوة ينبغي أن تكون ارسال مركبة روبوتية الى هناك ثم العودة الى الأرض : ومعها عينات مريخية .
تدرس ” ناسا” حاليا هذا بجدية تامة : وهي تقدر أن يطلق مستكشف روبوتي الى المريخ سنة 2020 لتحقيق ذلك ، وقد أخذ علماؤها ابلفعل فى تعيين أفضل موقع على سطح الكوكب للهبوط عليه.
المعلوم أن وكالة الفضاء الأوروبية المعروفة اختصاراً باسم ” إيسا” تعد الان مستكشفاً روبوتياً على غرار المستكشف الأمريكي ” كيوريوستي” لإرساله الى المريخ سنة 2018 ، وقد أطلقت عليه اسم ” إكسومارس” .
المصدر : مجدي غنيم : المحرر العلمي لـ “قناة النيل”