لم يمر وقت طويل حتى تستوعب صناعة الطاقة- كل أنواع الطاقة- معطيات الهبوط المفاجئ المستمر المتسارع لأسعار البترول، والذي جاء بما يشبة الصدمة، كما تتناقض التوقعات وتتضارب حول المدى الزمني الذي سيمتد إلية هذا الهبوط، لكن على كل حال فإن الإحتياج المستقبلي للكهرباء النووية يبدو- على الأقل حتى الأن- قدرًا مقدورا لا مفر منه ولا مهرب.
في هذة الأثناء، يعكف علماء في الولايات المتحدة تابعون لوزارة الطاقة على إيجاد مفاعلات جديدة ليس فقط لإستعمالها محليا في توليد الطاقة ولكن أيضا لغزو سوق الطاقة على إيجاد مفاعلات جديدة، ليس فقط لإستعمالها محليا في توليد الكهرباء، ولكن أيضا لغزو سوق الطاقة النووية العالمية، بعد تزايد المنافسة في هذة السوق، والجهود الروسية الضخمة للحصول على نصيب متميز منها، وبعد دخول منافسين جدد مثل الصين والهند، وليس المنافسين التقليديين مثل فرنسا.
ووفقا لمعلومات نشرتها صحيفة “انترناشيونال نيويورك تايمز” فإنة في منطقة “إيداهو فولز” الصحراوية بولاية “إيداهو” الأمريكية وفي موقع بعيد عن التجمعات السكانية، تدور أبحاث وتجارب مهمة، تهدف إلى التواصل إلى تحقيق النوع الجديد من المفاعلات.
منذ نحو 60 عاما تم في الولايات المتحدة تحوير نوع من المفاعلات صمم أصلا لإستعمالة في الدفع النووي للغواصات، ليصبح صالحا لتوليد الكهرباء للأغراض السلمية.
طوال هذة السنوات التي مضت جرت مياة كثيرة جدا في نهر المحطات النووية في العالم، وزاد الطلب على الكهرباء النووية، كما ظهرت مشاكل كبيرة ينبغي حلها لتحقيق أمان نووي أفضل، وفرضت معضلة الحيلولة دون تسلل بعض الدول إلى إنتاج أسلحة نووية من باب المحطات النووية السلمية، وأشتدت حدة المنافسة التجارية بين الدول المنتجة للمفاعلات في سوق مفتوحة على مصراعيها.
النوع الجديد من المفاعلات التي يسعى الأمريكيون إلى تطويرة هدفة أن يسبح في ذلك البحر الصعب، وأن يتفوق -على أسس تجارية- على منافسية.
غير بعيد عن مدينة “شيكاجو” الأمريكية: مركز “أرجون ناشيونال لابوراتوري” للبحوث النووية التابع لوزارة الطاقة، وهو يضرب بسهم وافر في أبحاث تطوير المفاعل الجديد.
بوجة عام فإن المفاعلات الشائعة حاليا تعتمد على عنصرين، هما اليورانيوم وماء واقع تحت ضغط هائل.
بينما يقوم مفهوم المفاعل الجديد على إحلال عنصر الثوريوم محل عنصر اليورانيوم، وأن يحل معدن مصهور محل الماء.
في مركز “أرجون” يقوم الباحثون بإجراء تجارب كثيرة، ويلقمون أجهزة الكومبيوتر ببيانات ناتجة عنها، لبناء نماذج رياضية يشيدون على أساسها المفاعل المنشود.
من المتوقع أن تتبلور في الثلاثينيات و الأربعينيات القادمة نتائج ما يبذلة الأمريكيون الأن في هذا الصدد.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل للأخبار”