هناك مقولة ذائعة جدا بين العسكريين: إن الحرب تحسمها القوات البرية على الأرض، وهذا صحيح.. ولو إلى حد بعيد، وهو لايغص من قيمة القوات الأخرى غير البرية، فالمقولة تتحدث فقط عن مرحلة “الحسم” وهي ليست كل “الحرب”، ولكن من قال أن القوات البرية يجب أن تعتمد فقط على مقاتلين من البشر؟! إن “الأسلحة الروبوتية” تجتاح مسارح العمليات العسكرية: لتحل بالتدريج محل المقاتلين البشريين في أداء العديد من المهام، وإن كان من قبيل الخيال العلمي الآن أن يحل الروبوت مكان الإنسان في حروبه : فإن استمرار التقدم في مجال الأسلحة الروبوتية سينقل هذا التصور يوما من الأيام من حيز الخيال إلى حيز الواقع.
تبعا لمجلة “أرمادا إنترناشيونال” العالمية: فإن الأسلحة الروبوتية تدعم وجودها على نحو متواصل، وتفيد المجلة المتخصصة في التكنولوجيا العسكرية بأن “المركبات الأرضية الخالية من البشر” والتي يشار إليها اختصارا بالحروف الإنجليزية الثلاثة “يوجي في” تحل بسرعة محل قوات المشاة الميكانيكية في العديد من مهامها.
إن المركبات لاتحمل أفرادا من الروبوت بدلا من حملها أفرادا من البشر – وإن كان هذا قد يكون واردا – لكن بها نظما روبوتية تقوم بأعمال يقوم بها البشر.
تلك المركبات التي توصف بأنها “ذاتية التشغيل” بدأت في الظهور عمليا خلال العقد الأول من القرن الحالي: والعمود الفقري لها جهود وكالة الأبحاث الدفاعية المتقدمة التابعة “للبنتاجون”، وقد تعاونت الوكالة المعروفة اختصارا بالاسم “داربا” مع صناعة السلاح في إيجاد جيلها الأول.
في حين تتطلب الاستعانة “بنظام الملاحة العالمي بالأقمار الصناعية” في التوجيه وجود العنصر البشري التقليدي: فإنه أصبح من الممكن الآن ربط هذا النظام مباشرة بالمركبات ذاتية التشغيل لتوجيهها، وهذا في حد ذاته تطور لهم.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل